هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سيناريو فيلم القاهرة تل أبيب

اذهب الى الأسفل

سيناريو فيلم القاهرة تل أبيب Empty سيناريو فيلم القاهرة تل أبيب

مُساهمة  اسلام ادريس الجمعة يوليو 15, 2011 10:21 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

هذه أول مشاركة لي على هذا المنتدى, وأبدأها بسيناريو فيلم القاهرة تل أبيب, وهو اول محاولاتي في هذا المجال



المشهد رقم 1..
نهار- خارجي..
احدى شوارع القاهرة..
مشهد عام من اعلى لمدينة القاهرة, ويكتب على الشاشة عبارة " القاهرة- سنة 1954".
تقترب الكاميرا من شوارع المدينة لتظهر حركة المرور مع الصباح الباكر, السيارات تتحرك في الطرق, وعساكر المرور في الاشارات يقومون بنتظيم حركتها, وحركة المارة على اقدامهم.
قطع.
****
تترات الفيلم..
يظهر اسم الفيلم بحروف مائلة..
تليه عبارة..قصة وسناريو وحوار..اسلام ادريس..
تليها..فيلم للمخرج..(اسم المخرج).
****
المشهد رقم 2..
نهار- خارجي..
شارع( أمام عربة فول عم نجيب).
يسير زكي ( وهو شاب في اواخر العقد الثاني من عمره, اسمر, مجعد الشعر, وسيم الملامح الى حد ما) وعلى وجهه يبدو الأرهاق, ومن عينيه تطل نظرة حزينة.
يقترب من عربة الفول, ويمد يده في جيب بنطاله ليخرج النقود, ويناولها للبائع وهو يقول.
زكي: شقتين فول يا عم نجيب وحياتك.
عم نجيب: حالا يا زكي أفندي.
يبتسم زكي وهو يلوح بيده.
زكي: مابقاش فيه أفندية يا عم نجيب, الثورة لغت الالقاب خلاص.
عم نجيب: يلغوها ولا يخلوها, المقامات محفوظة يا بني,وبصراحة انا شايفك أفندي, وقد الدنيا كمان..ربنا يحميك لشبابك يا بني انت واللي زيك.
تتسع ابتسامة زكي وهو يتناول الفول منه.
زكي: ربنا يكرمك يا عم نجيب..صباحك سعيد.
عم نجيب: صباحك زي الورد يا زكي افندي.
يضحك زكي قبل أن يبتعد عن العربة ليعبر الشارع بسرعة قبل أن يطلق عسكري المرور صافرته.
قطع
****
المشهد رقم 3..
نهار- خارجي
حارة اليهود..
يسير زكي في الحارة بخطوات متمهلة وهو يتناول الفول.
زكي(Voice over)
انا زكي..
زكي خليل مزراحي..
اتولدت في الحارة دي يوم 13 يناير 1935
ابويا خليل مزراحي كان بيشتغل في محل عطارة بتاع المعلم ابراهام سمعان..
ابويا مات وانا عندي سبع سنين..
امي كانت عاوزة تطلعني من المدرسة عشان اشتغل مكان ابويا في محل المعلم سمعان..
لكن المعلم عرض عليها ان أكمل تعليمي وهو يتكفل بكل المصاريف, وطبعا ده كان بمقابل..
لأن المعلم سمعان مابيعملش حاجة ببلاش خالص.
المقابل ده كان طلبه انه يتجوز اختي راشيل اللي كانت اكبر مني بعشر سنين..
وأمي عشان احنا غلابة, وعشان متحرمنيش من التعليم, وعشان كنا محتاجين فلوس المعلم سمعان, وافقت.
وفي المعبد اليهودي اللي في الحارة تم الجواز.
يتوقف زكي عن المشي والمضغ وهو يسمع صوتا يناديه, فيلتفت ليرى حسن يقترب منه بسرعة, فيبتسم وهو يلوح بيده لصديق عمره.
زكي(Voice Over)
ده..حسن الجمال..
صديق عمري من واحنا عيال صغيرين في الحارة..
ابوه- الله يرحمه- كان تاجر خردة وصاحب ابويا..
مات بعد ابويا بتلات سنين..
وده كان واحد من الاسباب اللي قربت بيني وبين حسن, وخليتنا علطول مع بعض, في المدرسة او في الحارة.. ان انا وهو فقدنا الأب في سن صغير.
بعد ماخلصنا البكالوريا, حسن قال انه هيقدم ورقه في الحربية..
اما أنا, فالمعلم سمعان قالي كفاية تعليم لحد كده وتعالى امسكلي حسابات المحل.
هيا الدنيا كده..ارزاق.
يتوقف حسن أمام زكي, ويمد يده ليصافحه وابتسامة تعلو شفتيه.
حسن: صباح الخير..ازيك يا زيكو؟.
زكي: كويس الحمد لله, مالك..شكلك مبسوط النهاردة؟.
حسن( وهو يلوح بيديه معا): اصل انا النهاردة رايح الحربية عشان اقدم الورق بتاعي, النهاردة هيبدأو يستلموا الطلبات.
يبتسم زكي, ويضع يده على كتف حسن.
زكي: بالتوفيق ان شاء الله يا ابو علي.
ينظر حسن الى عيني صديقه الحزينتين.
حسن: وانت..لسه المعلم سمعان رافض انك تكمل تعليمك يا زكي؟.
يتنهد زكي ويحاول ان يبتسم.
زكي: انا نسيت الموضوع ده خالص يا حسن, مليش نصيب يا صاحبي.
حسن: طيب متجرب تكلمه تاني يا بني, هتتخلى عن مستقبلك بالسهولة دي؟.
زكي: التعليم العالي مش كل حاجة يا حسن, وبصراحة شغل المحل واخد كل وقتي, ومش هلاقي وقت لدراسة, كفاية علينا البكالوريا يا سيدي.
يحاول زكي ان يتصنع الدعابة وهو يضرب على كتف حسن برفق.
زكي: سيبنالك انت التعليم العالي يا عمنا, هتروح امتى تقدم ورقك في الحربية؟.
ينظر حسن الى ساعة يده.
حسن: يادوب هاروح اغير هدومي وبعدين اطلع على هناك عدل.
زكي: طيب معطلكش انا يا بو علي, وانا كمان لازم الحق المحل قبل المعلم ماينزل من البيت, اشوفك بليل يا صاحبي..سلام.
يبتسم حسن وهو ينظر الى صديقه وهو يسير بسرعة عبر الحارة الضيقة.
حسن: سلام يا زيكو.
زكي(voice over)
مكانش ممكن ابوظ على صديق عمري فرحته ابدا..
ومكنش ينفع ابينله قد ايه كنت حزين ومهموم عشان مش هاقدر اكمل تعليمي العالي زيه..
هيا كده الدنيا..
مبتديش الواحد كل حاجة!.
قطع
****
المشهد رقم 4..
حارة اليهود( محل المعلم سمعان للعطارة)..
نهار-داخلي..
يظهر زكي وهو يصل الى محل المعلم سمعان ليجد الصبي ليفي- وهو ابن شقيقة المعلم في الثالثة عشرة من عمره- قد قام بفتح المحل, وبدأ في عملية التنظيف اليومية كعادته.
يبتلع زكي آخر لقمة من سندوتشات الفول, ويفرك كفيه بسرعة, وينظر يمنة ويسرة قبل أن يدخل الى المحل ليتوقف ليفي عن العمل وهو ينظر اليه بعيني خبيثتين كعيني خاله.
زكي: صباح الخير يا ليفي.
ليفي: صباح الخير يا استاذ زكي.
زكي: فطرت ولا لسه يا ليفي؟.
ليفي: لسه..انت شايف ان المحل وسخ قوي النهاردة, محتاج شغل كتير.
يبتسم زكي, ويتناول من جيبه نقودا ويناولها للصبي.
زكي: خد يا ليفي..خلص تنظيف وروح هاتلك حاجة تفظر بيها.
ليفي( وهو يتناول النقود بلهفة): ربنا يخليك يا استاذ زكي..ربنا يخليك.
يتنهد زكي قبل أن يتخذ مجلسه على المكتب الذي يحتل ركنا قصيا بالمحل ويبدأ في مباشرة عمله بمراجعة دفاتر الحسابات للمحل.
زكي(Voice over)
كان لازم اعمل كده مع ليفي كل يوم..
طبعا عشان ميقولش لخاله- جوز اختي المحترم- ان انا بآجي المحل متأخر كل يوم.
صحيح انه جوز أختي, لكن في الشغل ميعرفش ابوه..
وأهو القرش اللي بياخده ليفي كل يوم بيضمنلي سكوته على كده.
يبتسم زكي ويهز رأسه ببطئ.
زكي: عينا يارب.
قطع.
****
المشهد رقم 5..
كورنيش النيل..
ليل- خارجي..
على كورنيش النيل, والشمس قد اوشكت على الغروب نرى كل من حسن الجمال, وزينب فاروق يسيران يدا بيد وعلى وجه كل منهما تعبير بالسعادة والرضا.
السيارات تمر دون انقطاع, ومن بعيد يبدو بائع الجرائد وهو ينادي بصوت غير واضح للاثنين.
حسن: ياه يا زينب..لو اتقبلت في الحربية يبقى حلم عمري اتحقق.
زينب: ان شاء الله تتقبل يا حسن.
يبدو شيء من الحزن على وجه حسن.
حسن: بس انا ماليش واسطة يا زينب, ده كل اللي كانوا بيقدموا اوراقهم النهاردة مجهزين واسطتهم معاهم.
زينب: يا حسن..الكلام ده خلاص راح زمانه, والثورة أكيد مش هتلتفت الا للكفاءات وبس.
حسن: مافتكرش يا زينب..صحيح ان الجيش هو اللي قام بالثورة, لكن افكار العهد البائد لسه مسيطرة على ناس كتير في العهد الجديد.
زينب: قول انت بس يارب, ومتعولش هم..هتتقبل بإذن الله, ومن غير واسطة كمان.
تبتسم زينب بحب وتنظر الى وجهه بإعجاب.
زينب: بصراحة..مش ممكن يفرطوا في ظابط حليوة زيك كده يا حسن.
يضحك حسن من قلبه, ويطبع قبلة على كف زينب.
حسن: مش عارف من غير وجودك جنبي كنت هاعمل ايه يا زينب.
يحمر وجهها خجلا.
زينب: متقولش كده يا بو علي..ده احنا متربين سوا من صغرنا, وأهلك هما أهلي.
يتوقف حسن عن المشي, يلتقط كفي زينب بين يديه, وينظر الى عينيها بهيام.
حسن: بحبك يا زينب.
زينب: حسن..
حسن: هتعملي نفسك مش فاهمة ده؟..امال ايه معنى خروجك معايا النهاردة؟..مش لازم نحبي مشاعرنا أكتر من كده, وتقريبا الكل عارف اني بحبك من زمان.
تنظر زينب الى ساعتها بسرعة.
زينب: الوقت اتأخر يا حسن,ولازم اروح قبل ما ماما وبابا يقلقوا عليا.
حسن( وهو يبتسم لمحاولتها التهرب): طيب هاوصلك, بس تعالي اعزمك الأول على حمص الشام.
يضحك الاثنان ويواصلان سيرهما على الكورنيش, ويمر بهما بائع الجرائد في هذه اللحظة لتتضح كلماته.
بائع الجرائد: اخبار..أهرام..اقرا يا بيه..اقري يا هانم..جراااااااااايد.
قطع.
****
المشهد رقم 6
ليل-داخلي..
حارة اليهود( غرفة حسن في منزلهم بالحارة)..
يجلس الصديقان في الحجرة الصغيرة بأثاثها البسيط( خزانة ملابس, سرير صغير, ومكتب كان يستخدمه حسن في استذكار دروسه أيام البكالوريا) ونرى في الحجرة نافذة صغيرة مفتوحة لتطل على الحارة التي بدأت الحركة تهدأ فيها قليلا, وبين الحين والآخر يسمع صوت سعال, أو ضحكة عابرة, أو حوار منفعل بين اثنين.
على الأرض يجلس حسن متربعا يقرأ الجريدة, وعلى الفراس يجلس زكي وقد بدا مهموما بعض الشيء.
يتنبه حسن الى ما بدا على وجه صديقه, فيضع الجريدة جانبا.
حسن: مالك يا زكي؟.
زكي: سمعت اللي حصل مع عم ليتو يا حسن؟.
حسن: وايه اللي حصل معاه؟.
زكي: سمعت المعلم سمعان يتكلم مع المقدس بنيامين النهاردة في المحل, وقاله ان ليتو هبيع القهوة بتاعته وهياهجر مع مراته وولاده.
تظهر الدهشة على وجه حسن.
حسن: يهاجر؟!..انت بتقول ايه يا زكي؟!!..عم ليتو آخر واحد ممكن يسيب البلد!, طيب ليه؟!!.
زكي: بيقول ان ولاده عاوزين يسبوا مصر يا حسن, خايفين من اللي ممكن حكم الظباط يعملوه فيهم.
يعتدل حسن في جلسته على الأرض.
حسن: وايه اللي ممكن يعمله الظباط فيهم يعني؟!.
زكي: بص يا حسن..من اللي سمعته النهاردة, في يهود كتير في مصر خايفين ان الظباط يعملوا فيهم زي ما هتلر ماعمل في اليهود,و..
يقاطعه حسن بعصبية شديدة.
حسن: ده كلام فارغ!..اليهود طول عمرهم عايشين في مصر من غير أي مشاكل, ليه ده هتيغير فجأة؟, والظباط هيستفيدوا من كده؟!, ومجلس قيادة الثورة مش هتلر ولاعمره هيكون زيه أبدا.
يبتسم زكي.
زكي: انا عارف ده كويس يا بو علي, انا بقولك اللي سمعته وبس.
حسن: طيب وافرض ده حصل, انت زعلان ليه؟!..عم ليتو وولاده عاوزين يمشوا, براحتهم يا أخي.
يحاول زكي أن يقول شيئا ما, ونرى هذا في التردد البادي على وجهه, وانفراجة شفتيه وانغلاقهما, ولكنه يحسم أمره ويلوح بيده.
زكي: ولا حاجة, كل الموضوع ان عم ليتو راجل طيب, وكان صاحب ابويا الله يرحمه..بس.
ينظر اليه حسن قليلا وكأنه لايصدق ما يسمعه, ولكن يهز كتفيه في النهاية ويعود لقراءة الجريدة.
زكي(Voice over)
ودي كانت أول مرة اخبي حاجة على حسن..
صديق عمري!!.
قطع.
****
المشهد رقم 7..
حارة اليهود( بيت زكي)..
ليل- داخلي..
يفتح باب الشقة, وتتحرك الكاميرا من منظور عين الطائر لتكشف لنا محتويات الصالة البسيطة, وذلك الشمعدان الثماني المذهب, ولوحة زيتية قديمة تمثل خروج سيدنا موسى مع اليهود في زمن فرعون.
يدخل زكي ويهم بإغلاق الباب خلفه عندما يسمع صوتا يناديه.
قطع.
****
المشهد رقم 8
حارة اليهود( على السلالم أمام شقة زكي)..
ليل- داخلي..
ليليان: زكي.
يضطرب زكي وهو يلتفت اليها.
زكي: ازيك يا ليليان.
تقترب منه ليليان( وهي فتاة جميلة تكبره بعامين).
ليليان: انت بتتهرب مني ليه؟..مش عاوز تكلمني؟.
زكي: بتقولي كده ليه؟..انا بس مشغول شوية في المحل, كان عندنا جرد اليومين اللي فاتوا.
يسود الصمت قليلا وهما يتبادلان النظرات.
ليليان: زكي..انا عارفه ان قرار ابويا ببيع القهوة والهجرة كان صدمة عليك, بس صدقني انا صدمتي كانت زيك تمام, وحاولت كتير اني اقنعه يغير رأيه, بس يعقوب اخويا عرف يملا دماغه كويس, ويقنعه بموضوع الهجرة ده.
زكي( وهو يحاول أن يبدو طبيعيا): وياترى هتهاجروا على فين؟.
تنظر ليليان الى الأرض وهي تضم كفيها معا.
ليليان: سمعت يعقوب بيقول لبابا هنهاجر باريس.
زكي: وبعد باريس على فين يا ليليان؟..اسرائيل؟..مش كده؟.
تنظر اليه ليليان وقد بدت الدهشة على وجهها الجميل.
ليليان: انت بتقول ايه يا زكي؟..مين جاب سيرة اسرا ئيل بس؟..ده ابويا عمره ماكان موافق على الصهيونية خالص؟..احنا مش صهاينة!.
زكي: بس يعقوب أكيد مش بيفكر في باريس وخلاص, ويهود كتير هاجروا اوروبا الأول, ومنها على اسرائيل.
تصمت ليليان ولا تجيب.
زكي: انا اكتر من مرة شوفت يعقوب مع شباب يهود من برة الحارة..شوفته بيقعد معاهم كتير, وفي مرة سمعتهم بيحاولوا يقنعوه انه لازم يهاجر اسرائيل, لأنها أرض المعاد اللي ربنا وعد اليهود بيها..أخوك مقالش ده لعم ليتو يا ليليان؟.
ليليان( والدموع تترقرق في عينيها): صدقني انا اول مرة أسمع الكلام ده منك يا زكي..بس هو عمره ماقال كده قدام ابويا, مش عارفه لو شم خبر ممكن يعمل ايه..أنا خايفة قوي.
يقترب منها زكي ويضمها الى صدره بحنان.
زكي: متخافيش يا ليليان..متخافيش يا حبيبتي.
وفي هذه اللحظة يسمعان صوت سعال عم ليتو من الشقة في الدور السفلي, فتبتعد عنه ليليان.
ليليان: أنا لازم أمشي دلوقتي..تصبح على خير يا زكي.
تبتعد بسرعة ويسمع زكي صوت باب يغلق, فيتنهد بقوة قبل أن يدخل الى شقتهم ويغلق الباب وراءه.
تظلم الشاشة.
زكي(Voice Over)
ودي كانت آخر مرة أكون فيها مع ليليان لوحدنا!.
قطع.
** **


المشهد رقم9..
حارة اليهود( غرفة زكي)..
نهار- داخلي..
تظهر غرفة زكي في الشاشة, ونرى أن الاضاءة خافتة للغاية, ولا يظهر محتويات الغرفة الا بصيص من ضوء الشمس المتسلل عبر شيش النافذة الخشبي, وعلى السرير في ركن الغرفة نرى زي راقدا على ظهره وعيناه محدقتان في السقف.
تتعالى موسيقى تصويرية هادئة تتماشى مع المشهد, ومع الحزن وآمارات التفكير البادية على وجه زكي.
زكي( Voice Over)
مكنتش عارف ايه اللي ممكن أعمله..
البنت الوحيدة اللي حبتها في حياتي بتضيع من قدامي وانا مش قادر حتى اتحرك وأمنع ده..
ليه الدنيا قاسية قوي كده؟!!..
ليه لما الانسان بيلاقي فرحته مع حد يفاجأ انها بتضيع بمنتهى السهولة؟!!..
معقولة عم ليتو يسيب مصر؟!!..
ومعقولة يعقوب قدر يقنعه بالكلام الفارغ عن ان الظباط ممكن يعملوا فينا زي ماهتلر عمل مع اليهود؟!!..
وياترى لو عم ليتو عرف ان يعقوب بيخطط عشان الهجرة لاسرائيل مش باريس وبس؟!!..
ممكن يعمل ايه؟!!.
يتعالى صوت طرقات رقيقة على باب الغرفة, ويأتي صوت راشيل يطلب الاذن بالدخول.
راشيل: زكي..ممكن ادخل؟.
قطع.
****
المشهد رقم 10
حارة اليهود( غرفة زكي)
نهار- داخلي..
نرى باب الغرفة يفتح ببطئ مصدرا صوتا مزعجا, وتدخل راشيل وهي تحمل صينية عليها بعض الأطباق.
تضع الصينية على مكتب زكي المتهالك, وتهرع لفتح النافذة لتضيئ الشمس الغرفة الصغيرة, فيغلق زكي عينيه اتقاءا للضوء المفاجئ.
راشيل: ايه يا زكي؟!..مالك قاعد في الضلمة كده؟.
زكي( وهو يعتدل على الفراش): مفيش..لسه صاحي من النوم.
راشيل( وهي تجلس على طرف الفراش): وناموسيتك كحلي النهاردة ليه؟..انت عمرك ما كنت بتصحى متأخر يوم اجازتك يا حبيبي؟.
زكي: مفيش..أصل منمتش كويس ليلة امبارح, بالي كان مشغول حبتين يا راشيل.
يسود الصمت قليلا.
زكي: ألا انت اخبارك ايه مع المعلم اليومين دول؟..انا سامع من ماما ان في مشاكل بينكم؟.
تتنهد راشيل.
راشيل: يا سيدي موضوع الخلفة مجننه, بقالنا يجي عشر سنين متجوزين من غير خلفة, ودايما يقول ان العيب مني انا.
زكي: بس انت روحت لحكيم وقالك لازم يشوف جوزك هو كمان.
راشيل: يا سيدي هو رافض تماما الفكرة دي, ومصمم ان العيب مني انا..انا الست وهو الراجل مفيهوش حاجة.
يبدو الضيق على وجه زكي.
زكي: بس هو مخلفش من مراته اللي ماتت, يبقى العيب ممكن يكون منه هو.
تهز راشيل كتفيها دون أن تعلق في اشارة فهمها زكي.
راشيل: سيبك مني دلوقتي..انا عارفة انت زعلان من ايه, وليه منمتش امبارح كويس.
يصمت زكي ولا يجيب.
راشيل: ليليان..مش كده؟.
يظهر وجه زكي في الكادر لوحده وهو يبتلع ريقه ويبدو الاضطراب على ملامحه.
راشيل: صحيح انت مقولتش لحد فينا, بس انا مش غبية يا زكي, وعارفة العلاقة اللي بينك وبينها من زمان.
يلوح زكي بيده في عصبية مبالغ فيها بعض الشيء.
زكي: دي علاقة بريئة..اوعي دماغك تروح لبعيد يا راشيل.
تضحك راشيل وهي تضع يدها على فمها.
زكي( والضيق يظهر مرة أخرى على وجهه): انت بتضحكي على ايه؟!.
راشيل: عليك..لأني عمري ما دماغي راحت للي انت بتفكر فيه..طول عمري عارفة انه حب بريء يا زكي.
يظهر الاحباط على وجه زكي.
زكي: بس خلاص..عم ليتو عارض القهوة للبيع, وبعد مايلاقي مشتري هيهاجر هو وولاده.
راشيل( وهي تضع يدها على ذراع زكي وتربتها برفق): زكي..مش لازم تزعل..ليليان مش هتقدر تعمل حاجة, عم ليتو ويعقوب خلاص قرروا, وهيا مش في ايدها حاجة خالص..بالعكس..هيا ممكن تكون زعلانة أكتر منك كمان, بس انت عارف يعقوب اكتر مني, اما بيصمم على حاجة محدش بيرجعوا عن اللي في دماغه.
تلتمع الدموع في عيني زكي.
زكي: دي أول بنت أحبها في حياتي يا راشيل, ومش متخيل ان بخسرها بالسهولة دي.
راشيل: ومش هتبقى آخر بنت يا زكي..الانسان بيعيش وبيمر بتجارب في حياته, ومش عند اول تجربة فاشلة يوقف حياته..لازم الحياة تستمر..ربنا خلقنا, وكل حاجة بإيده..انت حلك تروج المعبد وتصلي لربنا, وتطلب منه يقويك عشان تعدي من الصدمة دي, وبكرة لما تقابل حبك الحقيقي هتعرف ان كلامي مظبوط.
وترتسم على شفتيها ابتسامة واسعة وهي تشير الى صينية الطعام.
راشيل: يلاقوم خدلك دش وتعالى افطر..انا عملتلك الفول بالسمنة والبيض اللي انت بتحبه..يلا يا واد ومتعيش دور عماد حمدي اما حبيبته سابته..يلا قوم.
يبتسم زكي قبل أن يقبل راشيل ويحضتنها ثم يغادر الغرفة متجها نحو الحمام وهو يحمل الفوطة على كتفه.
قطع
****
المشهد رقم 11
قهوة بلدي في وسط البلد
نهار- خارجي..
تظهر القهوة المزدحة بالناس, والقهوجي الشاب يتحرك بخفة بين زحام الطاولات والكراسي ويحمل صينية عليها المشاريب, وصوته ينادي.
القهوجي: ومعاك واحد شاي كشري سكر برة..وواحد حجر معسل واتنين قهوة مظبوط وصلحه.
عند مدخل القهوة يظهر يعقوب بقامته المديدة وملامحه الحادة, يتلفت يمنة ويسرة وكأنه يبحث عن شخص ما قبل أن يمسك القهوجي من ذراعه لينظر اليه هذا الأخير بشيء من الخوف.
يعقوب: هو سوسو افرايم مجاش لسه؟.
القهوجي( وهو يخلص ذراعه بصعوبة من يد يعقوب): هو بيجي كمان ربع ساعة يا أفندي..ممكن تستناه جوه لو عاوز.
يعقوب( محاولا الابتسام): طيب هاتلي واحد شاي ميزة سكر زيادة, وحجر معسل,واول مايوصل سوسو ابقى عرفني.
يهز القهوجي رأسه بالايجاب قبل أن يعود الى عمله مرة أخرى, ويتجه يعقوب الى طاولة في ركن شبه هادئ من المقهى المزدحم لينتظر وصول المدعو سوسو افرايم.
قطع.
****
المشهد رقم 12
ساحة واسعة بالكلية الحربية..
نهار- داخلي..
نرى في الساحة مجموعة من الطلبة الذين انهوا اختبار الهيئة الأخير بالكلية, ونرى الترقب على وجوههم وهو ينتظرون النتيجة التي ستظهر اليوم بعد قليل, وبين جموعهم نرى حسن وقد جلس في ركن منزوي والقلق باد على وجهه وقد وضع كفيه في حجره منتظرا الخبر الذي سيحدد مصيره.
تتحرك شفتاه بحديث هامس.
حسن: يارب..استرها معايا ومترجعنيش مكسور يا رب.
يسمع بالقرب منه اثنان من الطلبة يتهامسان بثقة.
الطالب رقم 1: انا واثق من نجاحي..انت عارف مين واسطتي؟.
الطالب رقم 2: مين؟.
الطالب رقم 1: صلاح سالم نفسه, أصله صاحب عمي من زمان, وانت مين واسطتك؟.
الطالب رقم 2: انا بقى واسطتي نائب مدير الكلية الحربية..من معارف خالي.
يدفن حسن وجهه بين كفيه وهو يوشك على البكاء من فرط القهر.
في هذه اللحظة تنتقل الكاميرا بسرعة الى باب يفتح, ويخرج منه ضابط برتبة نقيب يحمل كشفا في يده.
الضابط: اجمع كل الطلبة عشان تسمعوا نتيجة اختبار الهيئة.
يتجمع الطلبة أمامه, ويجر حسن قدميه جرا نحوهم.
يدير الضابط عينيه في وجوههم قبل أن ينظر في الكشف ويبدأ نداء الأسماء المقبولة.
الضابط: الطالب..حسن الجمال.
ترتسم الدهشة على وجه حسن للحظة, ويعجز عن الرد.
يرفع الضابط عينيه عن الكشف ويكرر بصرامة.
الضابط: الطالب..حسن ابراهيم الجمال.
يرفع حسن يده بسرعة وهو يهتف: أفندم!.
ونرى بعدها دموع الفرح تنهمر من عينيه وهو لايصدق نجاحه بدون واسطة في اختبار الهيئة!.
قطع

****
مشهد رقم 13..
قهوة في وسط البلد..
نهار- خارجي..
نرى شابا وسيم الملامح يرتدي ثيابا بسيطة يدخل المقهى, ويقف للتحدث مع القهوجي الذي يشير بيده وهو يتكلم ناحية يعقوب المنهمك في شرب الشاي, وتدخين المعسل, فيهز الشاب- وهو سوسو افرايم- رأسه قبل أن يسير نحو طاولة يعقوب ويقف أمامها راسما على شفتيه ابتسامة.
سوسو: صباح الخير يعقوب.
يعقوب( وهو ينهض بسرعة): صباح النور يا استاذ سوسو.
يجلس سوسو على المقعد المواجه ويربت على فخذ يعقوب بمودة.
سوسو: ياريت بلاش استاذ دي..سوسو وبس, ده احنا بقينا صحاب, ولا ايه؟.
يعقوب: طبعا..طبعا.
يتوقف الاثنان عن الحديث عندما يقترب القهوجي ويضع فنجان القهوة امام سوسو الذي يشكره بهزة من رأسه.
ينصرف القهوجي, ويبدأ سوسو في ارتشاف القهوة باستمتاع واضح.
سوسو: بصراحة..احلى فنجان قهوة بشربه هنا في القهوة دي..بيظبط الدماغ بصحيح.
يعقوب: في اخبار جديدة؟.
سوسو: لازم طبعا يكون في اخبار جديدة يا يعقوب يا حبيبي..انت مش عارف بتشتغل مع مين ولا ايه؟.
يتبسم يعقوب بارتباك.
يعقوب: انا مقصدش حاجة يا سوسو, انا بطمن بس.
سوسو: قولي انت الأول..عملت ايه في موضوع مشتري القهوة؟.
يعقوب: خلاص, المشتري هيقابل ابويا النهاردة, وبإذن الرب هنخلص معاه وبسعر كويس.
يبتسم سوسو ويربت على فخذ يعقوب من جديد.
سوسو: خلاص يا حبيبي..اول ماتستلموا الفلوس نتقابل عشان اخلصلك الموضوع بسرعة قبل السفر.
يظهر القلق على وجه يعقوب, فيضحك سوسو.
سوسو: متاخفش يا حبيبي..انت مش أول واحد هنساعده في موضوع زي ده..احنا ساعدنا يهود كتير في انهم يهربوا فلوسهم برة مصر قبل ما يهاجروا هما كمان.
يعقوب( وهو يتلفت حوله بقلق): طيب وبعد ما نروح باريس, هنعمل ايه بعد كده؟.
سوسو( بلهجة واثقة): كل حاجة مترتبة يا يعقوب..في باريس هيقابلك واحد تبعنا, وهو هيخلص ورق الهجرة وكل حاجة تانية, متحملش هم المسألة دي خالص..اعتبر نفسك هناك من دلوقتي.
يرفع سوسو فنجان القهوة ويرتشف منه بضع رشفات قبل أن يميل على أذن يعقوب ويهمس فيها, والكاميرا تقترب من وجهه كثيرا.
سوسو: في ارض المعاد..اسرائيل.
يبتعد سوسو عن يعقوب, ويرتشف البقية من القهوة وتلك الابتسامة ترتسم على شفتيه.
قطع
****
المشهد رقم 14..
حارة اليهود( قهوة ليتو)..
نهار- داخلي..
القهوة الواسعة تبدو خالية تماما, والكراسي والطاولات مكومة فوق بعضها البعض, ولا اضاءة الا مصباح وحيد يمنح المكان اضاءة باهتة, وباب القهوة نصف مغلق.
في منتصف المكان يجلس ثلاث رجال, ليتو, وابنه يعقوب, ورجل ثالث يرتدي بذلة وطربوشا, ويدخن سيجارته بشراهة( هذا هو سليم افندي مشتري القهوة).
سليم: وأظن كده يا خواجة ليتو نكون اتفقنا على السعر..وكون متأكد انك مش هتلاقي أحسن ولا أنسب من كده.
تقترب الكاميرا من وجه ليتو ويبدو عليه الهم والحزن, في حين يظهر يعقوب سعيدا وهو يفرك كفيه معا.
يعقوب: أكيد يا سليم أفندي..أكيد..فلوسك جاهزة؟.
سليم: طبعا يا استاذ يعقوب..انا جاهز, بس عاوز أعرف هستلم منكم القهوة امتى.
يعقوب( بلهفة): متقلقش يا سليم افندي..اسبوع بالكتير وتقدر تستلم القهوة بكل اللي فيها.
تلتمع الدموع في عيني ليتو وهو يرى ابنه بهذا اللهفة لبيع القهوة والهجرة الى خارج مصر.
ينهض فجأة وهو يحك صدره بقوة.
ليتو: أنا طالع استريح شوية..انا عامل توكيل ليعقوب يا سليم افندي..هو هيمضيلك العقد بدالي.
ينفث سليم دخان سيجارته في الهواء.
سليم: اتفضل يا خواجة.
يلقي ليتو نظرة أخيرة على القهوة قبل أن يغادر المكان.
يسود الصمت بعد مغادرته للحظات, قبل أن يلتفت سليم الى يعقوب.
سليم: هو الخواجة ماله يا أستاذ يعقوب؟..شكله مش مبسوط من البيعة؟..ايه..السعر مش عاجبه؟.
يعقوب: لا لا يا سليم أفندي, أصل والدي راجل صاحب عيا..وسعر ايه اللي مش عاجبه؟..مش نمضي العقد بقى؟.
يخرج سليم ورقتين من جيب سترته ويضعهما على الطاولة الصغيرة أمامه, ويناول يعقوب قلما.
سليم: اتفضل يا سيدي..آدي العقد..وريني امضتك الجميلة بقى.
يمهر يعقوب العقد بسرعة ويعيد القلم الى سليم الذي يعطيه حقيبة جلدية صغيرة.
سليم: وده نص المبلغ اللي اتفقنا عليه, والنص التاني بعد ما استلم القهوة منك ان شاء الله يا أستاذ يعقوب..كده تمام؟.
يختطف منه يعقوب الحقيبة, وتظهر اللهفة في عينيه, والجشع في صوته.
يعقوب: تمام على الآخر يا سليم أفندي.
ينهض سليم ويعدل من هندامه, ويمد يده مصافحا يعقوب.
سليم: أستأذن أنا بقى, ومعادنا بعد اسبوع بإذن الله.
قطع
****
المشهد رقم 15..
حارة اليهود( منزل حسن)..
نهار- داخلي..
صالة منزل حسن الجمال بأثاثها المرتب, ويظهر في المشهد حسن واقف مع أمه وشقيقته الصغرى نوال.
تبدو الفرحة على وجه الثلاثة, وبين الحين والآخر تطلق نوال زغرودة عالية.
الأم: ألف مبروك يا حسن..والله وهتحقق حلم أبوك الله يرحمه وهتبقى ظابط يا ضنايا.
يقبل حسن يدها قبل أن ينظر اليها ودموع الفرح تظهر في عينيه.
حسن: كله ببركة دعاك يا ست الحبايب..هو احنا نسوى حاجة من غيره؟.
تصفق نوال بسعادة.
نوال: أنا الفرحة مش سايعاني يا حسن..أخويا هيبقى ظابط قد الدنيا؟!..يعني هتكون من اللي بيحكموا البلد دلوقتي؟.
يضحك حسن ويحيط كتفي شقيقته بذراعه ويضمها اليه.
حسن: مرة واحدة يا لولو؟..ده انت باصة لفوق قوي.
نوال: وماله؟..انت مش أقل منها يا بو علي.
يشترك الثلاثة في ضحكة نابعة من القلب.
وفي هذه اللحظة يرتفع جرس الباب, ويتبعه صوت زكي.
زكي( من خارج الشقة): افتح يا حضرة الظابط المحترم!.
يبتسم حسن وهو يهرع لفتح الباب لصديق عمره.
قطع.
****
مشهد رقم 16..
حارة اليهود( على السلالم أمام شقة حسن)
نهار- داخلي..
نرى زكي واقفا على الباب ويمد يده ليرن الجرس وأصوات الضحك والزغاريد تأتيه من الداخل.
زكي(Voice over)
وكنت ساعتها فرحان قوي لنجاح حسن في اختبار الهيئة..
كنت حاسس ان انا اللي نجحت مش هوة.
قطع

****
مشهد رقم 17..
حارة اليهود( على باب شقة حسن)..
نهار- داخلي..
يفتح حسن الباب بسرعة وعلى شفتيه نرى ابتسامة واسعة, وعندما يرى زكي يفتح ذراعيه على اتساعهما ويأخذه في حضنه.
يحتضنه زكي بقوة.
زكي: ألف مبروك يا بو علي..ألف مبروك يا صاحبي.
حسن: الله يبارك فيك يا زيكو..اتفضل.
يبتعد عنه زكي قليلا ويتأمله قبل أن يضحك.
زكي: هتبقى آخر قيامة في البدلة الميري يا واد.
يضربه حسن برفق على كتفه.
حسن: اتريق يا خويا اتريق.
يضحك الاثنان سويا قبل أن يدخلا الشقة معا, ويغلق حسن الباب.
قطع
****

مشهد رقم 18..
حارة اليهود( شقة حسن)..
نهار- داخلي..
يظهر في المشهد كلا من حسن وزكي وهما يدخلان الشقة, ويتجه زكي نحو والدة حسن وابتسامة عريضة تلعو شفتيه, يميل عليها ويقبل رأسها.
زكي: الف مبروك لحسن يا خالتي.
الأم: الله يبارك فيك يا زكي يا بني.
ينظر زكي لنوال ويقول وهو يمد يده اليها.
زكي: ازيك يا نوال..عقبال ما نباركلك على البكالوريا بقى.
تضحك نوال وهي تصافحه.
نوال: يسمع من بقك ربنا يا زيكو.
زكي: ايه بقى يا نوال..مش هنشرب شربات حضرة الظابط ولا ايه؟.
تصفق نوال بيديها في مرح واضح.
نوال: حالا..انا محضراه من بدري..كان قلبي حاسس انه هينجح.
تنصرف نوال الى المطبخ لاحضار الشربات.
ينظر حسن لأمه.
حسن: عن اذنك يا ست الكل, انا هاخد الواد ده جوة في الأوضة..في كلام كتير عاوز اقولهوله.
تهز الأمر رأسها ايجابا.
الأم: اتفضلوا يا حبيبي.
يستأذن زكي من الأم قبل أن يتجه مع حسن الى غرفته ويغلقان الباب وراءهما.
قطع
****


مشهد رقم 19..
حارة اليهود( غرفة حسن)..
نهار- داخلي..
يجلس زكي على فراش حسن, في حين يقف حسن امام النافذة.
يتبادل الصديقان النظرات لبعض الوقت.
حسن: انت من امتى بتخبي عني حاجة؟.
يظهر الاضطراب على وجه زكي.
زكي: مش فاهم انت بتتكلم عن ايه يا بو علي.
يزفر حسن بقوة وهو يشبك ذراعيه أمام صدره.
حسن: لأ..انت فاهم انا بتكلم عن ايه.
ينظر زكي الى الأرض دون أن يجيب.
حسن( وقد لانت ملامحه قليلا): انت ليه محكلتيش عنك انت وليليان قبل كده؟..بتخبي على صديق عمرك يا زكي؟..طيب ده احنا طول عمرنا سرنا مع بعض؟..ولا انت نسيت انك اول واحد حكيتله عن زينب؟.
زكي: أنا آسف يا حسن..مكنتش عاوز اضايقك بهمي وانت داخل على اختبارات الحربية.
يقترب منه حسن ويجلس بجواره ويربت على كتفه ويبتسم.
حسن: اخص عليك..من امتى الكلام ده بينا يا واد انت؟.
زكي: صدقني مش عارف يا حسن..الموضوع ملخبط من اوله اساسا, وكمان خلاص..عم ليتو باع القهوة, وبيجهز نفسه للسفر هو وولاده..مفيش أمل يعني.
يهز حسن كتفيه.
حسن: مش نهاية الكون يا أخي..مسيرك تقابل واحدة تانية تستاهل حبك.
يبتسم زكي بحزن.
زكي: هو ده اللي راشيل قالتهولي برضه.
حسن: عندها حق يا بني..ومش من اول تجربة هتقول سلمت..لازم الحياة تستمر يا صاحبي.
يسود الصمت قليلا قبل أن تدخل نوال الغرفة وهي تحمل صينية عليها كوبين من الشربات البارد.
يتناول كل منهما كوبا, ويرفع حسن كوبه عاليا ويقول بمرح.
حسن: اشرب يا زيكو..في صحة الظابط الجديد..حسن الجمال.
يرفع زكي كوبه ايضا وهو يبتسم.
زكي: في صحتك يا بوعلي.
يشرب الاثنان ونوال تتابعهما وابتسامة واسعة ترتسم على شفتيها.
زكي(Voice over)
كنت فاكر ان انا وحسن هنفضل صحاب علطول..
وان مفيش أي حاجة هتفرق بينا أبدا..
لكن الأيام اللي جاية اثبتتلي ان مفيش حاجة ابدا بتفضل على حالها..
حتى الصداقة!!.
قطع.
****
المشهد رقم 20..
الاسكندرية(صندوق البريد الجوي بمبنى البريد الرئيسي)..
نهار- خارجي..
يكتب على الشاشة الاربعاء..4 يوليو..الساعة العاشرة والربع صباحا..
يظهر في المشهد شاب نحيل, وتظهر الكاميرا من ظهره أولا وهو يسير بخطوات واثقة نحو صندوق البريد.
تدور الكاميرا حول محورها ببطئ لتكشف لنا ملامح الشاب لتتضح أنها أجنبية, وان كانت ثيابه تبدو متماشية مع موضة هذه الأيام, وفي يده لفافة صغيرة.
يتوقف الشاب امام الصندوق, ويتلفت في براءة يمنة ويسرة قبل أن ينظر الى اللفافة.
تقترب الكاميرا ببطئ من اللفافة لتظهر عليها بيانات المرسل اليه بالحبر وبخط اليد وبحروف انجليزية.
روبير طوغاي..صنوق بريد 1614 القاهرة.
يبتسم الشاب قبل أن يضع اللفافة في الصندوق, ويرحل بهدوء وهو يضع يديه في جيب بنطاله.
قطع.
****
المشهد رقم 21..
الاسكندرية( صندوق البريد الجوي بمبنى البريد الرئيسي)
نهار- خارجي..
يكتب على الشاشة..الاربعاء..4 يوليو..الساعة العاشرة والنصف صباحا..
يظهرفي المشهد شابان( فتاة وفتى يظهر من ملامحهما انهما من طبقة فوق المتوسطة, فملابسهما أنيقة).
يتوقف الاثنان أمام الصندوق, يبتادلا حوارا هامسا يعقبه ضحكة قبل أن يرفع الفتى لفافة صغيرة ويلقي عليها نظرة سريعة..تقترب الكاميرا ببطئ من اللفافة لتثبت على بيانات المرسل اليه.
الحبر ذاته..حروف انجليزية.
أ.بطرس..صندوق بريد 1260 شارع التتويج..الاسكندرية.
يلقي الفتى اللفافة في الصندوق, ويمد يده للفتاة التي تمسكها ويسير الاثنان مبتعدين عن المكان بخطوات متمهلة!.
قطع
****
المشهد رقم 22..
الاسكندرية(مكتب الصاغ ممدوح سالم في المباحث العامة)..
يكتب على الشاشة..الاربعاء..الرابع من يوليو الساعة الواحدة الاربع ظهرا.
يظهر الصاغ ممدوح سالم على مكتبه يدخن سيجارة وهو منهمك في مطالعة بعض الأوراق أمامه, وعلى المكتب استقر كوب شاي امتلأ حتى منتصفه, وتظهر الكاميرا حركة مروحة الشقف الرتيبة, وعبر النافذة المفتوحة يأتينا صوت ضجيج الشارع.
يرتفع جرس التليفون, فيترك الصاغ الأوراق, وينفث آخر أنفاس السيجارة قبل أن يطفئها في المنفضدة الحديدة أمامه ويرفع سماعة الهاتف ويضعها على أذنه.
ممدوح( بصوت يلوح فيه الملل): الصاغ ممدوح سالم.
تتغير ملامحه من الملل الى الدهشة والذهول, وتقبض يده بشده على السماعة مما يوحي بخطورة ما يسمع.
ممدوح: بتقول ايه؟!!..حريق في مبنى البريد؟!!..امتى حصل ده؟!!.
يصمت ممدوح قليلا قبل أن يهب واقفا ويلتقط علبة السجائر والولاعة ويضعهما في جيب بنطاله وهو يهتف عبر الهاتف.
ممدوح: بلغ الاسعاف والمطافي حالا..ايوة انا طالع على هناك دلوقتي..سلام.
يضع السماعة مكانها بقوة قبل أن يغادر المكتب بخطوات اقرب الى العدو.
قطع
****
المشهد رقم 23..
الاسكندرية( امام مبنى المباحث العامة)..
نهار- خارجي..
يظهر الصاغ ممدوح سالم وهو يعدو عبر مدخل المبنى نحو سيارته, يفتح الباب بسرعة, وقبل أن يغلقه يكون قد دس المفتاح وادار المحرك لتنطلق به السيارة محدثة صوتا عاليا يلفت انتباه المارة القليين في هذا الجو الحار.
قطع.
****
المشهد رقم 24..
حارة اليهود..( أمام منزل ليتو)..
ليل- خارجي..
تظهر الحركة امام المنزل, ونرى ثلاثة من الرجال يحملون مقتنيات عم ليتو وأسرته الى عربة كبيرة.
في سيارة صغيرة يجلس ليتو( والحزن باد على وجهه), مع زوجته التي لاتتوقف عن البكاء, وليليان التي أخفت عينيها بنظارة سوداء كبيرة لتخفي دموعها التي نراها تنساب على وجهها.
بجوار السيارة الكبيرة نرى يعقوب ومعه سوسو افرايم يتابعان نقل الأمتعة.
يعقوب: مش عارف اشكرك ازاي يا سوسو.
سوسو( يبتسم ويربت على كتف يعقوب): متقولش حاجة يا يعقوب يا حبيبي..احنا ولاد دين واحد, ولازم نقف جنب بعض.
يشعل سيجارة وينفث دخانها في الهواء قبل أن يميل على يعقوب.
سوسو: متنساش اللي فهمتوهلك يا يعقوب..اول ماتوصل باريس هتتصل ب ايزاك شمعون عشان يخلص كل حاجة.
يهز يعقوب رأسه بحماس.
يعقوب: أكيد يا سوسو..أكيد.
يتابع الاثنان نقل الأمتعة لدقائق قبل أن تثبت عينا سوسو على مدخل محل المعلم سمعان.
سوسو( وهو يمسك بذراع يعقوب): مين ده يا يعقوب؟.
يعقوب( ينظر نحو المحل بدوره): ده!..ده زكي مزراحي..بيشتغل في محل المعلم سمعان العطار, واخته بقى مرات المعلم.
تثبت عينا سوسو على وجه زكي دون أن يلاحظ هو ذلك, ويرفع سبابته وابهامه يحك ذقنه النصف حليقة, وتضيق عيناه قليلا.
ونرى الكاميرا تقترب ببطئ من وجه زكي قبل أن تنتقل سريعا الى وجه سوسو الذي يبتسم وهو يهز رأسه في رضا.
قطع.
****
المشهد رقم 25..
حارة اليهود( أمام محل المعلم سمعان)..
ليل- خارجي..
نرى زكي واقفا امام المحل, وعلى وجهه نظرة حزينة.
زكي(Voice over)
مكنتش مصدق اللي بيحصل..
ليليان ماشية من غير حتى ما أقدر اودعها..
هيا ليه الدنيا ساعات بتبقى قاسية كده علينا؟..
وكنت عارف ان مش هلاقي اجابة على السؤال ده ابدا!.
يلتفت زكي نحو يعقوب وسوسو, ويبدو الاضطراب على وجهه عندما يرى الأخير يتابعه بنظراته.
تقترب منه الكاميرا لنراه يبتلع ريقه بصعوبة قبل أن يهز رأسه ويدخل الى المحل ليداري تلك الدمعة التي ترصدها عدسة الكاميرا قبل أن يختفي وجهه من الكادر!.
قطع
****
المشهد رقم 26..
حارة اليهود( محل المعلم سمعان)..
نهار- داخلي..
يظهر زكي وهو يمارس عمله في آليه, والهم يعلو وجهه, ونراه لايعير انتباها لحركة البيع والشراء في المحل.
يدخل سوسو افرايم الى المحل, ويدير عينيه في المكان للحظات قبل أن يبتسم وهو ينظر الى زكي, فيسير نحوه ويجلس دون استئذان على الكرسي المقابل له.
سوسو: صباح الخير يا استاذ زكي.
يرفع زكي عينين شاردتين الى سوسو, ويظهر الارتباك على وجهه عندما يتعرفه.
زكي(Voice over)
ودي كانت اول مرة اقابل فيها سوسو واتكلم معاه بعد ماشفته امبارح..
ومكنتش عارف ان علاقتي بيه هتسبب في حاجات كتير عمري مكنت اتخيلها!!.

زكي( بلهجة حذرة): صباح النور..أي خدمة؟.
سوسو( بعد أن يشعل سيجارة وينفث دخانها): انا سوسو افرايم..صاحب يعقوب ليتو.
زكي( محافظا على لهجته الحذرة): اتشرفنا..اقدر اساعدك ازاي يا استاذ سوسو؟.
سوسو( يبتسم): مافتكرش ان المكان ده مناسب عشان نتكلم, انا بقول نتقابل في حتة تانية.
ينهض سوسو وهو ينف دخان السيجارة, وينظر الى زكي مباشرة.
سوسو: هاستناك النهاردة الساعة 8 بليل على قهوة المصريين في وسط البلد..أكيد عارفها يا استاذ زكي..ياريت متتأخرش.
ينصرف على الفور تاركا زكي وقد بدت الدهشة على وجهه!.
قطع.
****
المشهد رقم 27..
المطبعة( أمام ماكينات الطبع الضخمة)..
نهار- داخلي..
نشاهد السيور الضخمة تتحرك بسرعة وعليها نسخ الجريدة.
تقترب الكاميرا من السيور, ويتوقف المشهد على احدى النسخ ليظهر المانشيت الأحمر الكبير.
( المباحث العامة توقع بطابور خامس للموساد الاسرائيلي)
( الأدلة أثبتت أن مجموعة من الشباب اليهودي المصري قد قام بالعمليات التفجيرية في القاهرة والاسكندرية تحت اشراف رجال مخابرات اسرائيلين..وجاري التحقيق معهم في المباحث العامة).
قطع
****
المشهد رقم 28..
حارة اليهود( أمام محل المعلم سمعان)..
ليل- خارجي..
امام المحل يقف زكي وهو يمسك الجريدة المسائية, وعلى وجهه تبدو ملامح الصدمة الشديدة وهو يقرأ خبر القبض على الطابور الخامس الاسرائيلي.
يرفع عينيه عن الجريدة وينظر الى المارة في الحارة, ومن حوله نسمع الكثيرون من الناس يتحدثون عن الخبر أيضا.
رجل1: شفت اللي حصل يا مسعد؟..شفت العيال ولاد الكلب دول عملوا ايه؟.
رجل 2: وايه المتوقع من اليهود غير انهم يعملوا كده؟..انت مسمعتش عن عصابات تهريب فلوس اليهود وممتلكاتهم بره مصر؟..لازم يحنوا لبلدهم الجديدة اسرائيل طبعا.
رجل1: بس دول مصريين..اتولدوا واتربوا في مصر, ازاي يفكروا بالشكل ده؟.
رجل 2: مصريين ايه بس..وحد الله في قلبك..دول يهود..يهووووووود.
تقترب الكاميرا من وجه زكي لنرى الاضطراب باد عليه, وتهبط الكاميرا ببطئ الى يديه وهما تضغطان بقوة على الجريدة المسائية.
تمر دقائق وهو على هذا الوضع. ينظر الى ساعته ليراها تشير الى السابعة والربع.
يلقي الجريدة أرضا ويسير مبتعدا عن المحل مغادرا الحارة.
قطع
****
المشهد رقم 29..
وسط القاهرة( قهوة)
ليل- داخلي..
في نفس الركن البعيد عن زحمة القهوة نرى سوسو وزكي جالسان, يخرج سوسو سيجارة ويقدمها لزكي الذي يرفضها وهو ينظر بارتياب وحذر الى سوسو الذي يشعل السيجارة وينفث دخانها بقوة.
سوسو: تحب تشرب ايه يا زكي؟.
زكي: ولا حاجة..وياريت تدخل في الموضوع علطول يا استاذ سوسو.
سوسو( وهو يبتسم): انت ضيفي النهاردة..ولازم تشرب حاجة.
ينظر الى القهوجي.
سوسو: هات شاي للاستاذ زكي, وهات القهوة بتاعتي.
يستمر سوسو في نفث دخان السيجارة حتى يضع القهوجي الشاي والقهوة.
يشرب سوسو القليل من القهوة قبل أن يضع الفنجان على الطاولة.
سوسو: بص يا زكي..من غير لف ولا دوران..انا عايزك تشتغل معايا.
زكي( يبدو القلق على وجهه): اشتغل معاك؟..بس انا باشغتل في محل المعلم سمعان.
سوسو( وهو يهز رأسه بالايجاب): جوز أختك, وبتشغل معاه من زمان..بس انا مش هاقولك سيب المحل..انت هتشتغل معايا ومعاه برضه.
زكي: انا مش فاهم حاجة.
سوسو: بص يا زكي..من ساعة ماشفتك يوم نقل عفش المعلم ليتو, ومش عارف ليه حسيت انك الشاب اللي بدور عليه, واللي محتاجه يساعدني, ويكون دراعي اليمين كمان.
زكي: مش فاهم برضه يا أستاذ سوسو.
سوسو( يبتسم, وينفث دخان سيجارته): انا أفهمك يا حبيبي.
يظهر القلق مجددا على وجه زكي والكاميرا تقترب من وجهه, ويسمع صوت سوسو.
سوسو: انا اصلي عاوزك تساعدني نجمع شوية معلومات يا زكي.
نرى الدهشة ترتسم على وجه زكي مع تصاعد موسيقى تصويرية حادة!.
زكي(Voice over)
ودي كانت آخر حاجة كان ممكن تخطر على بالي!!.
قطع.
****


المشهد رقم 30..
مكتب بسيط( في مبنى ما)..
ليل- داخلي..
تثبت الكاميرا على ساعة حائط تشير عقاربها الى الحادية عشرة مساءا.
تتحرك الكاميرا ببطئ ليظهر ذلك حسام الجالس وراء مكتب بسيط وامامه بضعة أوراق يطالعها باهتمام,في يده سيجارة نصف مشتعلة, وعلى المكتب أمامه عدة أكواب شاي فارغة.
يرتفع طرق الباب, فيرفع حسام رأسه عن الأوراق.
حسام: ادخل.
يفتح الباب ويظهر محمود على عتبته, فيشير حسام بيده.
حسام: تعال يا محمود..جيت في وقتك.
يجلس محمود على مقعد مقابل للمكتب.
حسام: انا كنت براجع التقارير بتاعت عملية سوسو افرايم.
محمود: ووصلت لإيه؟.
يتنهد حسام, وينفث دخان سيجارته.
حسام: انا شايف ان الراجل ده اخطر مما كنا نتصور, ونشاطه زاد في الفترة الأخيرة جدا..مبقاش مجرد عمليات تهريب فلوس اليهود..دي وصلت انه بدأ يكون شبكة تجسس واسعة من شباب اليهود اللي في مصر.
محمود( وهو يميل للأمام قليلا): وقررت ايه؟.
يربت حسام على الأوراق أمامه والاهتمام يظهر على وجهه.
حسام: انا شايف ان ده الوقت المناسب ننهي فيه العملية دي..كل الأسماء موجودة عندنا, ومفيش أي مبرر نستنى أكتر من كده,والا الموضوع ده ممكن يخرج من ايدينا.
يبتسم محمود.
محمود: كنت متأكد انك هتعمل كده اول ماتقرا ملف العملية.
يبتسم حسام.
حسام: دي فرصتنا عشان نثبت للموساد اننا جهاز قوي وقادر يرد على محاولاتهم المتكررة لتكوين شبكات زي دي في بلدنا يا محمود.
يهز محمود رأسه باستحسان.
محمود: على بركة الله..انا هاروج اجهز كل حاجة..هنتحرك امتى؟.
حسام( وهو ينظر الى ساعة الحائط): كمان نص ساعة.
قطع.
****
المشهد رقم 31..
وسط القاهرة( قهوة)..
ليل- داخلي..

لازال سوسو وزكي جالسان, والدهشة مرتسمة على وجه الثاني, في حين يبدو الأول هادئا وعلى شفتيه ابتسامة.
سوسو: قلت ايه يا زكي؟.
زكي: معلومات؟!!..انت بتشتغل ايه بالظبط يا استاذ سوسو؟!!..ولحساب مين بتجمع المعلومات دي؟.
سوسو: هتكون لحساب مين يعني في رأيك؟.
زكي: مش فاهمك.
سوسو: لأ انت فاهمني كويس يا زكي..انا اول ماشفتك قلت عليك ذكي ولماح, وانا اتعودت ان نظرتي ماتخيبش أبدا.
يسود الصمت قليلا.
سوسو: وعشان أريحك هاقولك احنا بنجمع المعلومات دي لحساب مين..احنا بنشتغل لحساب الوطن يا زكي..وطن اليهود كلهم.
ويميل قليلا على زكي وتنخفض نبرة صوته للهمس.
سوسو: اسرائيل!.
تتسع عينا زكي وتتوتر حركة يداه.
زكي: ايه؟!!.
يهز سوسو رأسه بالايجاب.
سوسو: انا عارف انها ممكن تكون صدمة ليك اني بصارحك بالشكل ده..لكن مفيش أي حل تاني..الوطن محتاج معلومات بأي تمن عن مصر والمصريين الفترة اللي جاية خصوصا بعد مااتقبض على اخواتنا في عمليات التفجير اياها.
زكي: دول شوية ارهابين عاوزني يهزوا استقرار البلد,و..
ياقطعه سوسو بصوت منخفض وصوت قاس.
سوسو: انت يهودي يا زكي..والمفروض تكون زعلان عليهم..كلنا لازم نحط مصلحة اليهود قدام عنيننا.
ينظر اليه زكي ولازالت الدهشة على وجهه.
يشعل سوسو سيجارة أخرى بهدوء.
سوسو: انا مش عاوز ردك دلوقتي يا زكي..خد وقتك..بس خلي بالك لأن قرارك هيحدد حاجات كتير قوي.
ينفث سوسو دخان السيجارة, وتقترب الكاميرا من وجهه.
سوسو: واللي مش معانا..يبقى أكيد ضدنا..خليك فاكر ده كويس يا زكي.
يقولها وينهض مغادرا المكان بخطوات واثقة.
قطع.
****
المشهد رقم 32..
امام البناية التي يسكن فيها سوسو..
ليل- خارجي..
يظهر سوسو عند اول الشارع وهو يسير بخطوات واثقة نحو البناية.
يتوقف أمام المدخل, يشعل سيجارة, يتقدم من البقال ويشتري منه علبة سجائر, يتبادل عبارات مزاح مع البقال العجوز قبل أن يتركه ويتجه نحو مدخل البناية وابتسامة على شفتيه.
ينظر يمينا ويسارا قبل أن يدخل البناية.
عند أول الشارع تتوقف سيارة ملاكي سوداء وراءها سياراتان يهبط منهما رجال يرتدون ثيابا مدنية.
ينزل محمود وحسام من السيارة, يلقي الثاني سيجارته أرضا ويدهسها بقدمه بقوة.
ينظر لمحمود ويهز الاثنان رأسيهما ايجابا قبل أن يتجه الاثنان نحو مدخل البناية يتبعهما العساكر.
قطع.
****






اسلام ادريس
عضو

عدد المساهمات : 1
تاريخ التسجيل : 15/07/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى