الحب المستحيل(قصه فيلم)

بسم الله الرحمن الرحيم

مره اخرى نطل عليكم بجزء بسيط من احد الاعمال العربيه, المكتوبه باللغه العربيه هذه المره. فتمتعوا.






إبهات.

خارجي. صحراء - نهارا

يبداء المشهد بلقطه قريبه جدا, لعَلَمِ عراقيِ ممزقَِ الاطراف من شدة ريح شباط البارد, لم يتبقى من نجومه الثلاث, الا نجمه ونصف النجمه, وكلمه " اكبر". تبداء الكاميرا بالتراجع بشكل بطيء, لنرى بان العلم يَخْفقُ علىِ انتين جهاز لاسلكي, مثبت على مؤخره سيارة جيب عسكريه مكشوفه, بها ضابط, وجنديين.

ملازم اول (جبار): رجل في منتصف العشرين من العمر. عابس الوجه. يجلس بجانب السائق, في سيارة الجيب, وخلفه, في مؤخره الجيب, جندي يجلس الى جانب جهاز لاسلكي كبير. نُسيرالجيب مسرعه, على راس قافله كبيرة ,لمركباتُ نقل جنود. في هذا الطريق الصحراوي المهجور, الا من اشلاء متناثره لمجموعه مركبات عسكريه عراقيه مدمرة, وراعً يرعى الاغنام على الافق.

تركّيبْ: قرب الحدود العراقيه\ الإيرانيه. شباط 1987



خارجي\داخلي. ناقله جنود - بعد لحظات

صمت الموت, يغلف هذه الوجوه المتجهمه, لمجموعه من الجنود الشبان, متراصين في مؤخره ناقله جنود, سوفياتيه الصنع, كعلبه سردين. عيونُهم الزجاجيه, رغم ترنح اجسادهم الرقيقه, مع ترنح الناقله, على هذا الطريق الوعر. لا زالت شارده, تحدق بالفراغ, لتروي حكاياتَ خوفِ، معاناة، وبؤس للقدرِ المجهولِ الذي هم مَوْشَكين على مواجهته.

صاحب: شاب في مقتبل العمر. يخرج من جيبه سرا, صليب صغير يُقبّلُه.

فيضان: رقيب, يجلس في نهاية الناقلهِ. رجل أجشّ في اواخر الاربعين من العمر. يحدق في وجوهِ الجنود الصغيرةِ. يبداء يهَمْهَم النشيدِ الوطنيِ العراقي.

صاحب: يَعيد الصليبَ الى جيبِه, عندما يُلاحظُ نظرات الرقيب, فيبداْ يشارك صحبه الغِنَاء. يختلس ركله خفيفه لصديقه الذي يجلس الى جانبه ليشاركهم النشيد.

حيدر (صقر): جندي شاب في مقتبل العمر. يجلس صامتاً, الى جانب صاحب, مقابل الرقيب. الى حافه الناقله. لا نظرات الرقيب, ضجيج الناقله, ولا حتى تلك الركله, استطاعت ان تعيده الى ما يدور حوله. تبداء العدسه بالاقتراب نحوه, مرفوقه بنغمه موسيقيه حزينه, تاتي الينا من خلال ضجيج النشيد, لنرى وجهه الشاحب الحزين, وعيونه التي تحدق بالفراغ, لا ترى شيئا في هذه الصحراء, على الرغم من اتساعها. غارقاً في بحر من الذكريات...



ذاكرة.

داخلي. غرفة جلوس - نهارا

حيدر: صامت حزين, يحدق بالفراغ. يجلس متوسطاً لمجموعة من الرجالِ والنِساءِ, وحولهم مجموعه من ألاطفال بملابس جديدةِ يتراكضون فرحا, وهم يستمعون الى الموجودين, ينشدون النشيد الوطني العراقي.

نور: اخته, شابه في اوائل العشرين من العمر. تقف قبالته, حزينه. فجأة.

الام: إمرأة في منتصفِ الخمسينات، ترتدي لباسِ تقليديِ عراقي وفوقه حجابِ أسودِ, يضفي على سواد شعرها سوادا. تَدْخلُ الى منتصفَ غرفةِ الجلوس وتقف.

يَتغلّبُ صمتُ فوري على الجميع.

الام: تقدم لولدها عوداً (آله موسيقيه).

ينظر الجميع باتجاه حيدر.

حيدر: يرفع راسه بهدوء, لنرى وجهه الشاحب, وكانه رائ والدته لاول مره.


حيدر: ينظر الى امه, وهو ياخذ العود منها.



يتبعه الجميع, يهتفون باسم حيدر.



حيدر: ينظر باتجاة اخته نور.

نور: تفرح, وتبتسم عندما ينظر اليها. وتهز راسها راجيه ان يغني.

حيدر: يبدا بالعزف...

صمت تدريجي يخيم على الجميع.

حيدر: يبداء بالغناء.



خارجي. شارع مدينةِ – ليلاً

حيدر: باغنيته يستعيد ذكريات أيام زمانِ الجميلهِ. وهو يتَمْشى خلال شوارعِ بغداد. نَرى التجارَعلى ضفاف نهري دجله والفرات، وجموع الماره يمرون امام مقاهي ومطاعم لشوي السمك تعج بالزبائن. يَقِف على منتصفِ جسر فوق نهر الفرات وينهي الاغنيه على نوته تفاءل حزينه لنجاه الوطن والاحبه, حيث نرى على الافق خلفه, اعلام حزن سوداء كثيره, لشهداء قضوا نحبهم, في تلك الحرب الطاحنه, مرفوعه فوق بيوتِِ متناثره.



خارجي. صحراء – مساءاُ

القافله العسكريه تدخل منطقةً خطوط اماميهً، بينما تترجمُّ الموسيقى المتوترةَ, الاحساس باستياء الامور.ً



خارجي. صحراء - مساءاً

تمر سياره الجيب من فوق لوحه قديمه صدئه مكتوب عليها (حدود دوليه: منطقه محظوره).



خارجي\داخلي. سيارة جيب - بعد لحظات

يتحدث إلى جهاز الاسلكي.




خارجي\داخلي. ناقله جنود- بعد لحظات

فيضان: يشير للجنود بالصمت.

يقطع الجنود نشيدهم.



ملازم

َللجنود.



حيدر: لا زال غارقا في بحر ذكرياته.



يُسكتُ الجنود.

يركل حيدر.



حيدر: ينظر اليه نظره احتقار, ويعود الى ذكرياته.



ذاكرة.

داخلي ـ غرفة نوم ـ نهاراً

حيدر: يضع اللمسات الأخيرة على حقيبته العسكرية.

تدخل الأم الغرفة.
الأم

حيدر

تنظر إليه نظرة طويلة, ثم تهرول نحوه لتقبله وتعانقه.


تأخذ من حول رقبتها قلادة ذهبية وبها مصحف صغير وتضعها حول رقبته.


حيدر: يهز رأسه موافقاً.

نور: تدخل إلى غرفة نوم حيدر, وتستند برأسها على الباب حزينة.



حيدر: يهز رأسه موافقاً.



الام: تعدل بزته العسكرية وهي تحاول حبس دموعها.

نور: تخرج من توها مسرعة, وتتبعها الكاميرا إلى غرفة نومها, حيث تنهار من فورها, وتقع بوجهها على السرير, وتبدأ بالنواح والبكاء.



قطع
داخلي . غرفة نوم - بعد لحظات





خارجي. بوابة قاعدة عسكرية ـ مساءاً

الموسيقى المتوترة تعطينا إحساساً بأن الأمور قد ازدادت تعقيداً وأن الأمر أصبح حرجاً عندما تصل القافلة إلى بوابة تلك القاعدة العسكرية الأمامية.



داخلي / خارجي . ناقلة جنود- لاحقاً

الجنود يقفزون من الناقلة بهدوء تام.

يقف في أسفل الناقلة. يمسك الجنود وأمتعتهم ويقذفهم خارج الناقلة.


حيدر: آخر الجنود ينزل من الحافلة ثم يحاول أن ينزل حقيبته.

يمسك بحقيبة حيدر, فيجدها خفيفة الوزن.


حيدر: يخطف حقيبته من يدي فيضان, وينظر إليه نظرة ازدراء, ويمشي بعيداً لاحقاً برفاقه.

يمسك بكتف حيدر ويديره نحوه.


حيدر: يهز كتفيه مخلصاً نفسه من قبضة فيضان, ويذهب بعيداً.


خارجي. ميدان ـ لاحقاً

واقفاً أمام تشكيل الجنود (طابور).


ينصرف الجنود يبحثون عن مكان للنوم في هذا الميدان الخالي من اي شكل للحياه.


خارجي. ميدان ـ لاحقاً

حيدر: بكل هدوء يخرج بطانياته وأغطيته ويفرشها لعمل مكان ينام فيه.
حوله بقية الجنود يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

مالك

حيدر: يلف حوله بطانيته ويخرج القرآن من حول عنقه ويقبله وينام.



ضحكاتهم تمزق هدوء الليل.



صدى اصوات ضحكاتهم وهي تتلاشى يغلفه سكون الليل.
قطع

خارجي. ميدان ـ بعد لحظات

حيدر: لقطه طويلة, وهو الجندي الوحيد في المعسكر الذي نام وعليه غطاء كامل. حيث نسمع اصوات صراصير الليل, يمزق سكون الليل القاتل.
تعتيم للاسود

وفقكم الله لما يحبه ويرضاه

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

نشكرك على مشاركتك.. مع خالص الدعاء بالتوفيق

مشاركة جميلة ونتمنى لك دواع التألق والابداع ...

السلام عليكم ,,

جميل ومازلت أرى الجمال يعم المكان
جزاك الله خيراً ونتمنى التوفيق للجميع ..