هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الابداع بين الامتاع والاقناع

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الابداع بين الامتاع والاقناع Empty الابداع بين الامتاع والاقناع

مُساهمة  بتاع الفول الثلاثاء يوليو 27, 2010 2:58 pm

السيناريو هو اللبنة الخصبة لاي عمل مرئي او صوتي..
لذلك اصبح للسيناريست اهمية كبيرة ، فيعتبر هو المحرك الاول للمسيرة الابداعية..
بالطبع تختلف الاعمال باختلاف كتابها وهنا تنحصر الفكرة بين الامتاع والاقناع لتولد الحالة الابداعية لهذه الفكرة..
اول احتكاكي بكتابة السيناريو هو من خلال هذا المنتدى..
واعتبر الاستاذ سعدي صالح استاذي الوحيد في هذا المجال والذي بصراحة اشعر بأنه مجال سهل جدا كالماء من حيث الشرح ولكنه صعب في التطبيق والمثابرة على اتمام عمل ما ليصبح جاهزا للاخراج.
يبقى دائما الهاجس الوحيد للكاتب (الممتازون فقط) هو مراجعه الكلمات ، والتدقيق في التفاصيل حتى يكون العمل الادبي على اكمل وجه..
والامر كله يعتمد على الفكرة الاولى التي هي اصل العمل
والتي يلازم الكاتب الجيدة شيئان اثنان اثناء كتابة الفكرة وهو ان امتع واقنع لكي يقال في النهاية ان هذا الكاتب ابدع
الان ساكتب فيلم..
عن امرأة باغية قتلت زوجها الذي يستحق القتل لانه سكير وخائن لوطنه
..انها فكرة
ولكن عندما اتخيل الفكرة اكره الشخصيتان الباغية والخائن ولكن كيف امتع واقنع في هذه الحالة؟
انا اريد ان يموت هذا الخائن فهذا سيشعرني بالراحة وانا اتفرج على القصة ولكن سيكدر بالي لان القاتلة هي الاخرى تستحق القتل ، اذن فلتمت هي الاخرى ، هيا كيف كيف كيف سيموت الاثنان رميا بالرصاص في الوقت؟
هيا امتعني واقنعني بذلك..ولكن اريد ان يموتا ميتة تمتعني وتقنع حواسي الملتهبة للنهاية..
اذن فلتكن..
المشهد الاخير
ليل/داخلي
*داخل منزل الزوجين
(يدخل الخائن من باب المنزل وفي يده وردة حمراء ويضع فيها بضع نقاط من سم يقتل عن طريق الشم ، وترتسم على وجهه علامة شريرة قاسية ، تتحول في لحظة الى ابتسامة صفراء يتجه نحو المطبخ)
الخائن
_حبيبتي وحشتيني يا بستان حياتي ، تفضلي مني هذه الوردة الحمراء كدمي الذي تسكنين فيه
الباغية
_يا لك من شاعر جميل يا زوجي الحبيب ادخل اولا وغير ملابسك
(ينصرف الخائن وهو مازال ممسك بالورد بحرص ، بينما الباغية تضع بضع نقاط من قارورة صغيرة في كوب من عصير التفاح وترتسم على وجهه نظرة شر بائسة ثم تحولها بنفاق اسود الى ابتسامة عند دخول زوجها وهو يرتدي منامة حريرية بيضاء ممسكا بالوردة الحمراء)
الخائن
_خذي يا حبيبتي هذة الوردة واستنشقيها فان فيها شر عشقي الدفين لكي..
الباغية
_بل اشرب انتا اولا هذا العصير الذي يعبر عن حبي لك وكم اذوب فيك كما ذاب السكر فيه
(يضع الخائن الوردة في يده اليسرى بعد ان كان ممسكا بها باليمنى ليمسك الكاس بيمناه ، ولكن الباغية تترجل بحركة مفاجئة)
الباغية
_لا لا دعني اسقيك بنفسي فهذا كأس حبي لك
(يشرب الخائن نصف الكأس وهو يبتسم ، ثم في لحظات تتحول ملامح وجهه الى الصراخ بمظاهر الالم ويمسك ببطنه محاولا الاستغاثة ولكنه لا يستطيع وقد احمر وجهه ، ثم يدرك انه خدع وانه تسمم ويرتسم على وجهه نظرة حنق بؤس شديدا ثم يطرح ارضا وهو يرتعش ويتخبط في ارض المطبخ)
الباغية
_هيا مت الان ايها اللئيم ، وما هذة وردة؟!! ، لم اعلم قد انك تجيد التمثيل الى هذة الدرجة.
(تمسك الباغية بالوردة وهي تنظر اليها باستعجاب وابتسامة ساخرة ، بينما الخائن مازال يتخبط تحت قدميها ، فتنحني على الخائن وتمسك برأسه الذي تعرق من شدة الاختناق وتنظر في وجهه وهي تبتشم بشماتة بينما الخائن يتظر اليها بحنق لامحا الوردة في يدها)
الباغية
_الى ماذا تنظر ؟؟ الى الوردة ؟؟ انها لي يا زوجي العزيز
(وتقوم الباغية بشم الوردة ، فترتسم على وجهه الخائن ابتسامة تشفي غليله من الباغية ، بينما تمسك الباغية برقبتها وتبدا بالسعال والكحة وهي تتخبط بين الاواني محاولا اخراج كاس لتعمره بالماء وتشرب ولكن دون جدوى ، وفي لحظات تقع بجانب الخائن وهو ينظر اليها في اخر لحظاته بابتسامة شماته وارتياح ، بينما هي تنظر اليه بحنق شديد حتى تستسلم اعضائها للسكون الابدي)
.. ويكتب على الشاشة
الخيانة سم والبغاء سم لا يموتان الى بالسم
قطع..
انتهى المشهد ولكن لا اجد امتاع ولا اقناع في كلامي..
اتعرفون لماذا..
لانكم لم تعرفوا محور القصة الحقيقي وان هناك شخص برئ بين الخائن والباغية
وهو الوردة الحمراء
..الدليل على ابداعك وامتاعك واقناعك لن يكون الا بشرط واحد وهو ان تصل الفكرة التي هي محور كل شئ الى المشاهد او القارئ او المستمع ، وقبل هؤلاء ان تصل الفكرة اولا الى عمق ذاتك.

قال لي احدهم انه يكفيك ان تكون كذابا ماهرا لكي تكون كاتب محترفا ولما سألته عن السبب قال لي:
_كلاهما يملكان خيال واسع..
ولما قولت له اني كاتب ولكني لست محترف ولست مشهورا ، فقال لي بسخرية وهو يمسك بكتفي:
_هذا لانك كذاب فاشل (وضحك حتى اغرورقت عيناه دموعا).
..
هذه القصة لم تحدث فعلا وهي من وحي خيالي ، فأنا لا احب الكذب في النهاية (لقد احترت في امري بصراحة)
لا اعرف هل امتعتكم بجنوني ؟؟
ام هل اقنعتكم اني مجنون ؟؟
الشئ الوحيد الذي لا يجعلك مبدعا هو نفسه الذي قد يجعلك مبدعا..

بتاع الفول
عضو

عدد المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 05/05/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الابداع بين الامتاع والاقناع Empty انت مبدعا اذن انت صادقا لانك اخرجت ابداعا يصدقه الاخرون

مُساهمة  حتشبسوت الأربعاء أغسطس 18, 2010 4:00 pm

سلمت يمينك اكثر من رائع
جميل جدا اسلوبك والفكرة التى طرحتها جميلة ومعلجتك لها اكثر جمالا لدرجة انى تخيلت منظر الزوج وهو يدخل من الباب وبيده الوردة الحمراء
ونظراته القاسية وتبدلها عندما لمح زوجته واستبدلهابابتسامة صفراء بنظرة مزيفة
وايضاتخيلته بالبجامة وهو خاجا من غرفة النوم
وتخيلت الزوجة واقفة بالمطبخ وتضع فى كاس العصير نقاط السم ولمحت زجاجة ضغيرة تخفيها بين ملابسها ولمحت نظرة التشفى فى عيونها وهى تتمم على اختلاط السم بالعصير
وتخيلت منظر الزوج ملقى ارضا يتلاوى من الالم والزوجة واقفة امامه تقرب الوردة من انفها وترمق زوجها بنظرات الانتصار والثار منه
بينما هو تداخلت لديه اهات الالم بنظرات الانتقام وشفاء الغليل منها
انت بتاع الابداع يامعز[/color]
حتشبسوت
حتشبسوت
عضو

عدد المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 03/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى