هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سينــاريــو الساعات

اذهب الى الأسفل

سينــاريــو الساعات Empty سينــاريــو الساعات

مُساهمة  يحيى الأحد سبتمبر 13, 2009 4:01 am

سينــاريــو الساعات
اقدم لكم سيناريو مترجم للتعرف اكثر على كتابة السيناريو


ترجمة: مهــا لطفي

سيناريو: دايفيد هير عن قصة الكاتب: مايكل كونينجهام
<<الساعات>> هي قصة ثلاث نساء يبحثن عن معنى لحياتهن يكون أكثر حيوية وأكبر أملا . كل واحدة منهن تعيش في زمان ومكان مختلفين, تجمعهن أشواقهن ومخاوفهن. فيرجينيا وولف, في إحدى ضواحي لندن في أوائل 1920 تصارع الجنون فيما هي تكتب روايتها العظيمة الأولى: ؛السيدة دالاويس. لورا براون, في لوس أنجلوس, عند نهاية الحرب العالمية الثانية, تقرأ كتاب <<السيدة دالاويس, فتجد فيه ما يوحي لها بأن تعيد النظر في حياتها كزوجة وأم, فتقوم بتغييرها. كلاريسا فون, في مدينة نيويورك الآن, نموذج عصري لبطلة قصة فيرجينيا وولف, ؛السيدة دالاويس. إنها غارقة في حب صديقها ريتشارد, شاعر عبقري يفتك به مرض فقدان المناعة. تتشابك قصصهن مع بعضها البعض لتلتقي في نهاياتها عند لحظات تتجاوز الوجود المادي إلى إدراك مشترك....
1 - مونكس هاوس. رود ميل. إنجلترا. نهار / خارجي يتدفق نهر في مكان غير بعيد عن بيت صغير في ريف ساسيكس.
نقرأ على إحدى البطاقات: ساسيكس, إنجلترا. 1914>> إنه الثامن والعشرون من شهر مارس والصباح موحش رمادي. تخرج من المنزل امرأة في التاسعة والخمسين نحيلة جدا , ترتدي معطفا ضخما ذا ياقة من الفرو, وتسرع عبر المرج. تتحول حافة المرج إلي حقل عشبى مفتوح فيما هي تتابع طريقها متحركة بسرعة وتصميم باتجاه مقصدها.
2. نهر أوز نهار / خارجي
تصل المرأة إلى الرصيف, ويتعين عليها أن تشق طريقها إلى الأسفل عند نهر أوز الضارب إلى الملوحة وذي اللون البني الموحل. يلتصق حذاؤها الأنيق غير المناسب لمثل هذا المكان, في الوحل. تقترب من المرآة - نرى وجهها الشاحب النحيل ذا الملامح الدقيقة. بمجرد وصولها إلى حافة النهر تنظر حولها باحثة عن حجر مناسب.ترى واحدا على الأرض بحجم وشكل جمجمة الخنزير تلتقطه وتحشره بصعوبة في جيب معطفها.
تستدير فيرجينيا وولف, ومن ثم ودون أن تخلع حذاءها, تبدأ تخوض في مياه النهر.
3. مونكس هاوس. نهار / خارجي / داخلي
يتقدم ليونارد وولف من الحديقة على الجانب الآخر من المنزل.
إنه الآن في الواحدة والستين. يضع سروالا مخمليا موحلا وسترة صوفية, الصورة المثالية للرجل المثقف المسن - صارم متقشف ذو جبهة دقيقة ونظارات, يدخل ساهما قاعة صغيرة في مؤخرة المنزل ويأخذ في نزع حذائه, غافلا عما يدور حوله.
4. مونكس هاوس. غرفة الجلوس. نهار / داخلي
مظروفان زرقاوان ملقيان على رف المدفأة. يحمل أحدهما بخط اليد كلمة ؛ليونارد>> والآخر كلمة <<فانيسا>>, تمتد يد ليونارد لتتناول مظروفه,تاركا المظروف الآخر حيث هو. يقف, خائفا.
غرفة الجلوس في المنزل بوهيمية, مريحة, تحمل مسحة فنية جذابة.
تدخل الغرفة خادمة شابة, غافلة عن المأساة التي توشك أن تقع.
الخادمة: هل أنت جاهز للغذاء ياسيدي?
ليونارد : ليس تماما. ليس الآن بالضبط.
تخرج الخادمة. ليونارد الذي مازال بثياب الحديقة, يفتح مظروفه بتوتر, يفرد صفحتين زرقاوين. ي سمع صوت فيرجينيا وولف فيما هي تقرأ الرسالة.
فيرجينيا (صوت خارجي)
يا أعز الناس, أشعر بما لا يقبل الشك أنني سأصاب بالجنون ثانية.
أشعر أننا لن نستطيع أن نتحمل مرة أخرى مثل هذه الأوقات الصعبة. ولن أشفى هذه المرة, بدأت أسمع أصواتا ولا أستطيع التركيز. لذلك فأنا أفعل ما يبدو لي أنه الأفضل.
يتطلع ليونارد إلى أعلى, قلقا, وقد بدأ ينتابه الرعب.
فيرجينيا ( صوت خارجي )
لقد منحتنى كل السعادة الممكنة. لقد كنت لى بكل المعايير. كل ما يمكن لإنسان أن يكون. أعرف أنني أفسد حياتك, وأنك بدوني بمقدورك أن تعمل. لسوف تفعل ذلك. إني واثقة.
5. مونكس هاوس. رود ميل. نهار / خارجي
يجري ليونارد عائدا إلى أسفل لينتعل حذاءه مجددا , ثم يركض خارجا من الباب الخلفي. يندفع من المنزل ويتحرك بسرعة عبر المرج. يبدأ في الركض, هلعا إذ يتبدى النهر لناظريه.
في هذه الأثناء :
فيرجينيا ( صوت خارجي )
أتري, أننى لا أستطيع حتى أن أكتب هذا كما ينبغي. ما أريد قوله أننى أدين لك بكل سعادة حياتي . لقد كنت صبورا جدا معي وطيبا بشكل لا يصدق. لقد فقدت كل شيء سوى ثقتي بطيبتك. لا أستطيع الاستمرار في إفساد حياتك. لا أعتقد أن هناك اثنين عاشا حياة أكثر سعادة.
وصل ليونارد إلى حافة النهر. يرى أثار أقدام سيدة في الوحل. ينظر بعيدا عبر سطحه الفارغ, المتدفق.
فيرجينيا ( صوت خارجي )
فيرجينيا.
6. النهر. نهار / خارجي
تظهر مباشرة صورة جسد فيرجينيا وولف, والوجه إلى أسفل. يدور الجسد حول نفسه بعنف كالدولاب, ثم يندفع ثانية إلى سطح الماء ليجرفه التيار. شعرها غير مرسل, ومعطفها منتفخ بشدة,وجسدها يدور كالدوامة متحركا بسرعة في مجرى النهر يزينه حبل من الزهور كما كان يزين جسد أوفيليا. يستقر عند عامود تحت الماء ويلتف حول نفسه كجسد الطفل الصغير فيما تضربه المياه على الحجر. أمسكت به دعامة الجسر. على الجسر, وعلى شكل قافلة, يسير خط من سيارات الجيش محملة بالجنود العابرين بلا توقف. تسير القافلة غير عارفة بوجود جثة تحت الجسر.
7- أعلام الفيلم. منزل عائلة براون. الفجر / خارجي / داخلي
- لوس أنجلوس.
شاحنة توزيع تتحرك الآن نزولا في أحد شوارع الضواحى. نقرأ على بطاقة: لوس أنجلوس, 1951. تبدأ أسماء أعلام الفيلم في الظهور. الوقت بعد الفجر بقليل عندما تتجاوز الشاحنة سيارة قادمة في الاتجاه المعاكس تقترب السيارة من منزل صغير مستقل في دور واحد ينتصب آمنا ثابتا , صورة مألوفة لأمريكا ما بعد الحرب. تتقدم السيارة في الممر ويخرج منها دان براون, شاب أمريكي عفي جميل الصورة بلغ الثلاثين حديثا . يرتدي سروال بذلة وقميصا أبيض مفتوح الياقة, ويحمل باقة من الورد الأبيض. يدخل من الباب الأمامي ويتحرك نحو المطبخ والورد في يده متجاوزا غرفة الجلوس بظلالها المرسومة ومفروشاتها المنخفضة القليلة العدد. وبينما يمد يده نحو إناء للزهور, ينظر باتجاه باب غرفة نوم تكاد تكون مظلمة تؤدي إلى الجزء الخلفى في المنزل. تساعد إشعاعات نور قليلة تتسرب من النافذة على التقاط الأشكال. وفي غرفة النوم تستلقي نائمة على السرير لورا براون التى تكبر دان ببضعة أعوام. إنها ضئيلة الحجم, نحيلة وهشة تستدير قليلا أثناء نومها.
8 - أعلام الفيلم. منزل هوجارث. رتيشموند الفجر / خارجى
نقرأ على بطاقة: رتيشموند, إنجلترا 1923. ليونارد وولف الأصغر سنا , حوالي 34, يسير مارا بالكنيسة, يحمل جرائد ورزمة من الأظرف واللفافات التى جمعها. هذه الضاحية التى تبعد نصف ساعة عن لندن, غنية بالزهور والمروج والأشجار.
وفي الاتجاه المعاكس يأتي حملة اشتراكات القطار بمعاطفهم الداكنة في طريقهم إلى المحطة للعمل. قرب الكنيسة ينتصب منزل حجري رمادي كبير يلف السكون وجهه الهائل في الفجر.
9- أعلام الفيلم. منزل هوجارث, القاعة والجاليري. فجر / داخلي
يفتح ليونارد وولف باب المنزل ويدخل إلى القاعة الكبيرة التى تغطيها اللوحات على الجانبين. يضع جانبا اللفافات والأوراق وينظر إلى أعلى في الوقت المناسب ليرى رجلا في الستين من عمره. من الواضح أنه طبيب. يحمل حقيبة طبيب ويلبس معطفا داكنا . يهبط السلم, متجها ليخاطبه.
ليونارد: آه دكتور. صباح الخير.
الطبيب: السيد وولف. إنها ليست أسوأ مما هي عليه, على ما أعتقد. الشيء المهم أن نبقيها على حالتها, أن نبقيها هادئة.
ليونارد: م.م.م الجمعة إذن?
الطبيب: الجمعة.
نترك محادثتهما جانبا . أعلى السلالم وفي الطابق الأول, بعيدا عن سياج الجاليري المفتوح, نجد الغرفة التى خرج منها الطبيب لتوه. داخل غرفة النوم امرأة وحيدة. تستلقي عفيفة طاهرة والستائر مسدلة تماما على النوافذ. إنها فيرجينيا وولف الأصغر سنا , الآن في الواحدة والأربعين, وهي تحدق في السقف.
10. أعلام الفيلم. شقة كلاريسا. نيويورك. فجر / خارجي / داخلي
نقرأ على بطاقة: مدينة نيويورك 2001. قطار الأنفاق يرسل صوتا عنيفا وهو يمر, وامرأة وحيدة تبقى واقفة على الرصيف. وعلى مستوى الشارع, تبدأ الشمس بالبزوغ أسفل الشارع الغربي العاشر, أحد أكثر شوارع القرية بهجة وأغناها بورق الأشجار. المرأة, سالي ليستر, تسير بسرعة باتجاه شارع الدون عائدة إلى منزلها. إنها طويلة القامة داكنة اللون, حيوية, في نهاية الثلاثينيات من عمرها. تلبس سترة من الجلد وبنطالا من ؛الجينز>>. تقترب من منزل عال ذي شرفة محاطة بالآجر الأحمر.
ترتقى سلالم المنزل وتدخله من بابه الأمامي المطلي باللون الأبيض. تصعد سالي إلى الشقة في الطابق الأول وتفتح أقفالها. تسير سالي عبر غرفة المعيشة الهادئة التى تكسوها مسحة برجوازية من الإلفة تماثيل من الطين الحراري وشجر الصنوبر والأوعية الفخارية والسيراميكية, نباتات وأعداد ضخمة من الكتب. تهبط ممرا داخليا وتتجه نحو غرفة نوم دافئة الألوان وقد بدأ الضوء ينعكس على الستائر الواسعة. تأخذ سالي في إسقاط ملابسها فيما هي تسير خالعة سترتها الجلدية وسروالها الجينز, متجردة سوى من قميص قطني وسروال داخلي. تندس في السرير مراعية ألا توقظ الشخص النائم ظاهريا بالقرب منها. كلاريسا فون لم تبلغ الخمسين من عمرها بعد, طويلة القامة, ضخمة مقارنة بسالي الضئيلة الحجم. لا يصدر عن كلاريسا أي ردة فعل ظاهرية, ولكن بمجرد أن تغمض سالي جفنيها تفتح كلاريسا عينيها.
11. أعلام الفيلم. مونتاج. كل المشاهد السابقة. الجميع. فجر
2001, و1951 و1923. (في المونتاج) يقف دان براون في الحمام مواجها المرآة يعقد ربطة عنقه. ترمي كلاريسا ملاءة السرير إلى الخلف وتنهض. تدخل الحمام الصغير في ثوب نومها الأبيض وتربط شعرها خلف رأسها. تتناول لورا, وقد استيقظت الآن كتابا موضوعا إلى جانب سريرها. وعندما تمسكه بيدها نرى عنوانه بوضوح: ؛السيدة دالاواي>>.
تجلس فيرجينيا لوحدها في غرفة نومها وقد ارتدت ملابس الخروج, تنظر إلى نفسها في المرآة ثم ترفع أصابعها تسوي شعرها. تتدفق المياه على وجه كلاريسا تحت الدش, فيما تمد ذراعها العاري أمامها تبحث عن الصنبور المختفي في البخار. يجهز دان الإفطار على مائدة المطبخ لثلاثة أشخاص, ثم يتوجه ويضع ملعقة نسكافيه لنفسه في فنجان. يسكب ماء ساخنا. تذهب كلاريسا مرتدية لباس المنزل لتملأ آلة القهوة من حوض المطبخ المليء بالسرطان الحى المغمور بالماء. تتابع فيرجينيا ارتداء ملابسها, وتراجع هندامها في المرآة, ثم تسير في الممر وتقف لحظة عند أعلى الدرج تجهز نفسها. تدخل كلاريسا غرفة المعيشة تقف في وسط الغرفة وهي تحمل جهاز اتصال تعدل به الضوء, ثم تستقر على محطة راديو للموسيقى الكلاسيكية. تعيد لورا ترتيب الوسائد لتستمتع ببضع دقائق مريحة من القراءة. تستدير لتستمع إلى صوت زوجها في المطبخ. وعلى التوالي, تتس مر النساء الثلاث في موقعهن: فيرجينيا متوقفة عن الحركة, كلاريسا تتطلع حولها سعيدة بالمحيط الذي خلقته, ولورا مصغية. ثم يزعج كلاريسا أمر ما: باقة من الزهور الميتة المثيرة للأسى في زاوية الغرفة. تهز رأسها مستاءة. يحضر دان وروده من الحوض ويضع الزهرية على مائدة المطبخ. وإذا به يفعل ذلك, تضع يدا الخادمة إناء آخر من الزهور الزرقاء العنبرية. وبينما تهبط الزهرية إلى أسفل باعثة صدى الحركة المماثلة لثمان وعشرين سنة بعد ذلك, ينتهي ظهور أسماء العاملين في الفيلم.
12. منزل هوجارث. القاعة والجاليري. نهار / داخلي
1923. ي شاهد إناء الزهور الأزرق على المائدة في القاعة المفتوحة في منزل هوجارث.يجلس ليونارد وولف يأكل الخبز المحمص ويشرب القهوة ويتابع تصحيح مخطوطة يقرأها. يرفع بصره وقد سمع صوت فيرجينيا تظهر أعلى السلم.
فيرجينيا: صباح الخير ياليونارد.
ليونارد: صباح الخير يافيرجينيا. هل رقدت جيدا?
فيرجينيا: كالعادة.
ليونارد: والصداع?
فيرجينيا: كلا لا صداع.
ليونارد: لقد بدا الطبيب مرتاحا .
تسكب فيرجينيا لنفسها الشاي من المائدة وتومئ برأسها نحو البريد.
فيرجينيا: أهذا كل شيء هذا الصباح?
ليونارد: نعم. لقد سل م هذا الشاب مخطوطته. ووجدت ثلاثة أخطاء فيما ذكره من حقائق وخطأين إملائيين, ولم أتعد الصفحة الرابعة بعد.
يراقبها ليونارد طيلة الوقت ويرى أنها لا تنوي الجلوس.
ليونارد: هل تناولت إفطارك?
فيرجينيا: نعم.
ليونارد: كاذبة.
نبرة صوت ليونارد مريحة. فهو يمتلك الأسلوب الهادئ اللبق للممرضة الجيدة.
ليونارد: فيرجينيا, إن هذا ليس بسبب إصراري بل لأنه رغبة أطبائك.
تنظر فيرجينيا إليه ولا تجيب.
ليونارد: سوف أرسل نيللي إلى اعلى بصينية وشيء من الفاكهة.
تنظر فيرجينيا ثانية نحو ليونارد بعناد.
ليونارد: حسنا إذن. الغذاء. غذاء مناسب. زوج وزوجة يجلسان ليتناولا الحساء والمهلبية وكل شيء.بالقوة إذا لزم الأمر.
فيرجينيا: ليونارد, أعتقد أنني أملك الرأي الأول.
يحدق ليونارد في عينيها, عارفا كم هي عنيدة.
ليونارد: اعملى, إذن. ولكن يجب أن تأكلي بعد ذلك.
13. منزل هوجارث. غرفة المطالعة. نهار / داخلي
تذهب فيرجينيا إلى غرفة مطالعتها البسيطة الهادئة فتجلس وتلتقط لوحا تكتب عليه. هنالك محبرة وقلم حبر. تشعل سيجارة, ثم تفتح دفترا نظيفا وقد ملأها حماس هادئ. الصفحة الفارغة. ثم يظهر على وجهها شعور بالسعادة في الغرفة الساكنة. قبل أن تكتب الجملة تحاول تردادها بصوت عال.
فيرجينيا: السيدة دالاواي قالت إنها ستشتري الأزهار بنفسها.
14. منزل آل براون. لوس أنجلوس. نهار / داخلي
1951. لورا مستلقية على السرير تتمتع بلحظة وجودها لوحدها. تتناول نسخة من رواية مسز دالاواي الموجودة بالقرب من سريرها وتفتحها. تبتسم بسعادة متوقعة, وتتكل م بصوت عال.
لورا: ؛ السيدة دالاواي قالت إنها ستشتري الأزهار بنفسها>>
15. شقة كلاريسا. نيويورك نهار / داخلي
2001. تقف كلاريسا في منتصف غرفة المعيشة عابسة وكأنما تتساءل عما تستطيع أن تفعل. ثم تنادي سالي التي لا نراها في الغرفة الأخرى.
كلاريسا: سالي ! أعتقد أننى سأشتري الأزهار بنفسى.
16. شقة كلاريسا. غرفة النوم. نهار / داخلي
سالي التي مازالت مستلقية على السرير وعيناها مغمضتان تتجاوب مع ما سمعت.
سالي: ماذا? أية أزهار?
ثم تتذكر ما هو هذا اليوم, وتأخذ في النهوض من سريرها.
سالي: آه اللعنة, لقد نسيت....
17. منزل آل براون. نهار / داخلي
1951. طفل في الخامسة من العمر يراقب انسكاب الحبوب في الطبق.لورا وابن دان, ريشي, يجلسان إلى المائدة بينما يعد دان إفطاره. ريتشي فى, البيجاما, طفل صغير حساس لا يستطيع وجهه إخفاء مشاعره المتغيرة. دان بقميصه وربطة عنقه, وسترته المعلقة بأناقة على كرسي.
دان: هاك يابني. لن تنمو أبدا لتصبح ولدا كبيرا مالم تأكل إفطارك.
ريتشي: هل ستنهض والدتي هذا الصباح?
دان: طبعا ستنهض. ستنهض والدتك طبعا. غير أنها بحاجة إلى راحتها. انظر ها هي قد أتت.
وبالفعل ظهرت لورا الآن في الممر وقد بدا للعيان انتفاخ أشهر الحمل المتوسط .
تهز لورا رأسها عندما ترى الورد الأبيض على المائدة. هنالك أمر غريب غير مألوف في تصرفاتها.
لورا: عيد ميلاد سعيد.
دان: صباح الخير يا عزيزتي.
لورا: آه يادان. ورود. وفي عيد ميلادك. هذا شيء كثير منك فعلا.
دان: سوف يتناول أفطاره مادمت هنا الآن.
يشير دان إلى ريتشي.
لورا: إنه عيد ميلادك. ليس من الضروري أن تشتري لى ورودا.
دان: حسنا, لقد كنت مازلت نائمة.
لورا: إذن?
حسنا, لقد قر رنا أنه سيكون من الأفضل لو تركناك تنامين قليلا. أليس كذلك ;
يبتسم لابنه ابتسامة تآمرية. تقترب لورا وتقبّل ريتشي.
لورا: صباح الخير يا خنفس.
دان: أنت بحاجة إلى الراحة يا لورا. إنك في الشهر الرابع فقط.
لورا: أنا على ما يرام بصدق. إنني متعبة فقط.
يلمس دان بطنها بحنان. تبتسم لورا, ولكنها تعود وتهرب بعيدا . تسكب لنفسها قهوة. يضع دان سترته على قميصه الشديد البياض مهيئا نفسه للعمل.
دان: كنت أقول له إن عليه أن يأكل إفطاره.
لورا: هذا صحيح.
دان: إنه يوم رائع إذن. ماذا ستفعلان أنتما الاثنان خلاله?
لورا: آه, لدينا خططنا, أليس كذلك?
دان: أية خطط?
لورا: حسنا, لن تكون حفلة حقا لو اخبرتكما بكل تفاصيلها مسبقا . أليس كذلك?
دان: إذن علي أن أصمت, أليس كذلك?
يبتسم دان لريتشي مطبقا أسنانه, فالتمثيلية كلها لصالحه.
دان: ياه, هل أزف الوقت? على أن أنطلق.
ينظر دان إلى ساعته. إنه طقس صباحي يومي - يتكرر نفسه كل يوم. يجمع حقيبة أوراقه ويت جه نحو الباب مسرعا.
لورا: أتمنى لك يوما سعيدا.
دان: ولك أيضا.
لورا: و.. دان...
يتوقف دان عند الباب.
لورا: عيد ميلاد سعيد.
دان: شكرا
ذهب دان بدت الغرفة بدونه ساكنة. ينظر ريتشي لوالدته. كأنما تبدو عليها العصبية لأنها ت ركت وحيدة مع ريتشي.
تلو ح لورا لدان مودعة عند ممر السيارات في الخارج, ثم تعود إلى ريتشي.
لورا: عليك ان تنهي إفطارك.
ريتشي: هذا ما أفعله.
تأتي لورا وتجلس إلى المائدة. يراقبها ريتشي متوقعا شيئا.
لورا: إذن. سوف أصنع كعكة. هذا ما سأفعله. سوف أقوم بصنع كعكة لعيد ميلاد والدك.
ريتشي: أماه, هل أستطيع مساعدتك?
لورا: حسنا.......
ريتشي: هل أستطيع المساعدة في صنع الكعكة?
تقطب لورا لثانية, وكأنما هي نادمة لحماس ابنها.
لورا: طبعا تستطيع أيها البازلاء الحلوة. لن أفعل شيئا بدونك.
18. شقة كلاريسا. نهار / داخلي
تظهر سالي من غرفة النوم وتتطلع إلى أسفل باتجاه غرفة المعيشة, حيث ترى كلاريسا وهي تتحدث على الهاتف بصوت مسموع. ترتدي سالي سروالها الجينز. الشقة برمتها مغمورة بالكتب - ذات الغلاف الورقي والمجلدة والمخطوطات.
كلاريسا: كلا, طبعا يجب أن تحضري. لطالما كنت أود حضورك. كذلك كل شخص معنى بالاحتفال الفعلى.
تحيي كلاريسا سالي ملوحة بيدها.تستدير سالي متجهة إلى المطبخ بينما تعود كلاريسا إلى الهاتف.
كلاريسا: لا أعرف. حوالي الستين. طبعا , سوف تعني الشيء الكثير. المناسبة برم تها. وأقل ما يمكنني القيام به هو أن أدعوكم جميعا للعشاء. لكي أشكركم على الأقل. أنا أعني ذلك طبعا .
تدخل سالي إلى المطبخ لتصب قهوة ساخنة. تنظر إلى الحوض حيث تتلاعب السرطانات.
سالي: يا إلهي ماذا لو لم يحضر أحد? أظن أن بإمكاننا أن نعيش لشهر كامل بلا قشريات.
تعود سالي إلى الغرفة مع قهوتها وتراقب كلاريسا, التى ما زالت تمارس سحرها على الهاتف. تسخر منها بالإشارات دون أن تنطق بكلمة.
كلاريسا: آه, سوف أعتبر هذا بمثابة قبول. آه, هذا شيء عظيم. أنا متحمسة. آه, حسنا .
تبتسم سالي بود لما تمثله هذه المحادثة برمتها من تعبير خالص عن شخصية كلاريسا.
19- الشارع الغربي العاشر. نيويورك نهار / خارجي
2001. الشمس مشرقة فيما تظهر كلاريسا على قمة سلم صغير يهبط من شقتها وتتجه مرحة نحو الشارع العاشر. إنه يوم رائع.
20- ساحة واشنطن نهار / خارجي
تتجه كلاريسا نزولا نحو الشارع الخامس وهي في حالة من النشوة.
يمر عابرو السبيل والمتزلجون. يحييها بعض المارة. وهي تسير في المنطقة كشخص مألوف يستمتع بالتجوال في بقعته المفضلة. تتابع اتصالها على هاتف محمول لتنهي الترتيبات اللازمة للحفلة.
كلاريسا: هذه هي كلاريسا فوجان نعم, أريد أن أؤكد أن ترسل السيارة لتقل ني أولا . نعم, وبعد ذلك سوف..
أحد الجيران: مرحبا , يا كلاريسا.
كلاريسا: مرحبا , مرحبا لا أستطيع أن أتكلم.
تلو ح كلاريسا بيدها وتعود إلى هاتفها المحمول.
كلاريسا: وبعد ذلك سوف نذهب إلى عنوان (ستمائة وخمس وسبعين هودسون). تماما . الرابع عشر والتاسع ثم إلى البلدة. وهنالك سأكون بحاجة لأن تنتظرنى. ولسوف ينتهى الأمر في السابعة.
21- شارع سبرنج نهار / خارجي
تنتظر كلاريسا إشارة المرور وتسير عبر شارع سبرنج باتجاه محل فخم لبيع الزهور مزين بباقات من براعم الصيف. تتجه كلاريسا بمرح نحو الباب الزجاجي وتدلف إلى الداخل.
22- محل الزهور نهار / داخلي
تدخل كلاريسا محل بيع الأزهار الصغير الأنيق وترفع ذراعيها قليلا لتحيي صاحبة المحل. ت دعى باربرا في الخمسين من العمر ذات شعر داكن.
كلاريسا: ورود ! يا للصباح الجميل !
تقبل باربرا كلاريسا وتحيطها بذراعيها. الاثنتان في حالة عدم تكل ف.
باربرا: مرحبا يا كلاريسا ! كيف حالك?
كلاريسا: سأقيم حفلة! صديقي ريتشارد فاز بجائزة ؛كاروذرز>>
باربرا: حسنا , هذا شيء رائع لو كنت أعرف ما هي.
كلاريسا: إنها جائزة شعر. لمجمل أعمال الشخص. إنها أرقى جائزة من نوعها. وبالنسبة لشاعر فهي أفضل ما يمكن منحه.
باربرا: آه. شيء جيد جدا .
تبدو كلاريسا فخورة نيابة عن ريتشارد, ولكن باربرا أخذت تشير إلى صفوف الأزهار.
باربرا: إذن ماذا تفضلين? لدينا كمية كثيرة من الزنابق...
كلاريسا: كلا. إنها كئيبة جدا . مثل زهر هيدرانجيا الياباني على ما أعتقد. لنأخذ باقات من الورد. أي شيء. ليذهب التقتير إلى الجحيم. لا توفير في النفقات.
تلتقط كلاريسا باقة من الزهور.
كلاريسا: سوف آخذ هذه معي.
تتناول باربرا باقة من الورد الأصفر وتأخذها إلى المائدة, فيما تتناول مساعدتها الزهور التى أختارتها كلاريسا لتأخذها معها. تتجو ل كلاريسا في الطرف الآخر. تقطع باربرا الآن السيقان وتلفها.
باربرا: حاولت في الواقع أن أقرأ رواية ريتشارد.
كلاريسا: آه, هل فعلت ذلك? أعرف أنها ليست سهلة تبتسم باربرا للملاحظة ابتسامة لا تخلو من الو د.
كلاريسا: أعرف ذلك. لقد اقتضته كتابتها عشر سنوات.
باربرا: نعم, حسنا , لقد خم نت ذلك. وربما تحتاج عشر سنوات أخرى لقراءتها.
تكتفي كلاريسا بالتبس م, وتتقدم إلى المنضدة لتأخذ أزهارها.
باربرا: إنها أنت, أليس كذلك?
كلاريسا: ما هو ذلك?
باربرا: في الرواية? ألست أنت المعنية?
كلاريسا: آه فهمت, نعم.
تهز كلاريسا كتفيها, نصف سعيدة ونصف خجلة.
كلاريسا: أعني بشكل من الأشكال. نوعا ما. ريتشارد مؤلف. هذا ما هو بالضبط. يستخدم الأشياء التي تحدث فعليا .
باربرا: نعم.
كلاريسا: لسنوات خلت كنا, هو وأنا, تلميذين. هذا حقيقي. ولكنه يغي ر من ثم الأشياء.
باربرا: بالتأكيد.
كلاريسا: لا أعنى بشكل سيىء.
تنظر باربرا إليها لبرهة من الزمن. تقطب كلاريسا جبينها.
كلاريسا: وأكثر من ذلك, أنه يجعلها أشياءه.
23- منزل هوجارث - غرفة المكتبة. نهار / داخلي
1923. تجلس فيرجينيا وولف في غرفة مكتبتها, والقلم في يدها. تخاطب نفسها.
فيرجينيا: إن حياة المرأة برمتها...
24- شارع سبرنج. نهار / خارجي
تخرج كلاريسا من محل الزهور تحمل باقة من الزهور, وتنطلق في الشارع. تتابع فيرجينيا الكلام من أسفل.
فيرجينيا (صوت خارجي)..... في يوم واحد...
25- منزل عائلة براون - المطبخ. نهار / داخلي
1951. تجلس لورا إلى مائدة المطبخ تفكر, تقلب صفحات كتاب طبخ.
فيرجينيا (صوت خارجي فقط يوم واحد... وفي ذلك اليوم, حياتها بكاملها.
يركض ريتشي عبر المطبخ ويتسلق الآن حضن والدته.
62- بناية المثلث. نهار / خارجي
2001. تسير كلاريسا في سوق اللحم وهي تحمل باقة زهورها المميزة. تجتاز الشارع بين سيارات اللحم. ثم تقترب من المبنى المثلث الضخم المطلي باللون الأحمر والذي يطالعها من تقاطع الطرق.
27- شقة ريتشارد. نهار / داخلي
ومن نافذة في دور علوي, يزيح رجل بثيابه الكاملة الستارة لينظر إلى كلاريسا في الأسفل فيما هي تقترب.
28- بناية المثلث. نهار / داخلي / خارجي
تقترب كلاريسا, واثقة من نفسها مرحة, من باب محشور بين ممرات سلالم الحريق المعدنية. تفتح الباب بمفتاح وتدخل إلى ردهة قذرة خالية من الهواء النقي تتأرجح في سقفها لمبة فلورسنت تت جه كلاريسا نحو مصعد البضائع الكئيب المزي ن بالكتابة السوقية. تغلق البوابة وتصعد إلى أعلى.
29- شقة ريتشارد والممر الخاص بها. نهار / داخلي
تقرع كلاريسا الجرس الخاص بشقة ريتشارد ثم تلصق وجهها قريبا من الباب لتستمع.
ريتشارد (من الداخل) سيدة دالاواي. أهذا أنت?
كلاريسا: نعم. هذا أنا.
ريتشارد ( من الداخل) أدخلى.
تدير كلاريسا القفل بمفتاحها وتدخل إلى فسحة عليّة مهجورة الفسحة الأولى تلف ها ظلمة شبه كليّة. منطقة المطبخ والحمام معتمة. تتحسس كلاريسا طريقها بانتباه إلى الفسحة الثانية الأكبر غرفة الجلوس حيث يجلس رجل النافذة شاحبا مشلول الحركة على مقعد بال مغطى بالمناشف. ريتشارد في أواخر الأربعين حو لته صفرة مرض فقدان المناعة إلى مجرد جمجمة بارزة, يضيء أنفه الشبيه بأنف الملاكم وجبهته العالية شعاع الضوء المتسر ب من بين الستائر. يرتدي رداء أزرق مزينا برسومات أطفال لصواريخ ورواد فضاء. المكان بمجمله بهت دهانه تعم ه الفوضى, ويكاد يكون مجردا من الزخرفة. هذا رجل قل ص حياته لأقل ما يمكن.
تضع كلاريسا الأزهار وتتجه إلى الستائر.
كلاريسا: ريتشارد, إنه صباح جميل. ما رأيك في أن أدخل قليلا من الضوء?
ريتشارد: هل مازلنا في الصباح?
كلاريسا: نعم.
ترفع كلاريسا احدى الستائر. بالكاد يتحرك ريتشارد ليحيي الضوء.
ريتشارد: هل مت? هل أنا حي?
تنحني كلاريسا وتقبل جبهته.
ريتشارد: صباح الخير, يا عزيزتي.
كلاريسا: هل أتاك أي زوار?
ريتشارد: نعم.
كلاريسا: هل مازالوا هنا?
ريتشارد: كلا. لقد ذهبوا.
كلاريسا: كيف كان شكلهم?
ريتشارد: اليوم? اليوم كانوا كالنار السوداء. أعني نوعا من الضوء والعتمة في آن واحد. كان هنالك واحد كقنديل البحر المكهرب.
تنظر إليه كلاريسا لبرهة ثم تلتقط الأزهار.
ريتشارد: كانوا يغنون. ربما باليونانية.
كلاريسا: أنت لا تنام بتاتا أليس كذلك?
ريتشارد: آه. النوم.
تدخل كلاريسا المطبخ وتخاطبه, من هناك.
كلاريسا: رأيت ثلاثة عصافير زرقاء وأنا في طريقي إلى هنا. هل تعتبر هذا فألا حسنا?
ريتشارد: هل تؤمنين بالفأل? الفأل يعنى أن هنالك من يهتم بنا. من يراقب. هل تعتقدين أن هنالك من يراقب? هل يرسلون إشارات?
يبتسم ريتشارد بسخرية وكأنما أطربته الفكرة.
ريتشارد: أعني, أنني أود لو أنني أؤمن بذلك.
كلاريسا: الاحتفال الرسمي سيقام في الساعة الخامسة. هل تذكر?
ريتشارد: هل أفعل? هل أذكر?
كلاريسا: ثم تقام الحفلة بعد ذلك.
نسقت كلاريسا الأزهار وتعود الآن إلى الظهور في ممر غرفة ريتشارد. تنظر كلاريسا إليه بتسامح, النظرة الطويلة المعذ بة لممرضة نحو مريضها. خليط حبوبه المتنوعة موضوع بترتيب على المائدة القريبة.
كلاريسا: لقد أحضروا لك الفطور أليس كذلك?
ريتشارد: ياله من سؤال. طبعا .
كلاريسا: وطبعا تناولته يا ريتشارد?
ريتشارد: هل ترينه? هل هنالك أي إفطار حولي?
كلاريسا: لا يمكنني رؤيته.
ريتشارد: إذن لابد أنني قد أكلته, أليس كذلك?
كلاريسا: أفترض ذلك.
ريتشارد: هل يهم ذلك?
كلاريسا: طبعا يهم. تعرف ما يقوله الأطباء. هل كنت تحاول التهر ب من أخذ الحبوب?
تقط ب كلاريسا بعدم ثقة إزاء الطريقة التي وضعت بها الحبوب على المائدة, ولكن ريتشارد, الذي يبدي عدم ص بر فجائي, يتجاهل السؤال.
ريتشارد: كلاريسا لا أستطيع تحم ل هذا.
كلاريسا: تتحمل ماذا?
ريتشارد: أن أتحل ى بالكبرياء والشجاعة أمام كل الناس.
كلاريسا: يا عزيزي, إنه ليس تمثيلا .
ريتشارد: حتما هو كذلك. لقد حصلت على الجائزة مقابل تمثيلي.
كلاريسا: حسنا , هذا كلام لا طعم له.
ريتشارد: لقد حصلت على الجائزة لأننى مصاب بداء فقدان المناعة وأصبت بالجنون, وكنت شجاعا في التصدي لهذا الأمر. في الواقع لقد حصلت على الجائزة لأنني تجاوزت الموضوع.
كلاريسا: هذا ليس صحيحا .
ريتشارد: لأننى بقيت حيا . هذا هو السبب الذي من أجله حصلت على الجائزة. هل تعتقدين أنهم كانوا سيمنحونني الجائزة لو كنت سليما?
كلاريسا: حسنا نعم, إننى أعتقد ذلك فعلا .
يرمقها ريتشارد بنظرة شك ساخرة.
ريتشارد: هل هي هنا في مكان ما?
كلاريسا: ما هي?
ريتشارد: الجائزة. أريد أن أنظر إليها.
كلاريسا: لم تحصل عليها بعد. إنها هذه الليلة.
ريتشارد: هل أنت واثقة? أنا أذكر موعد الاحتفال جيدا .
يبدو أننى قد فقدت الإحساس بالزمن.
تنتظر كلاريسا للحظة من الزمن محاولة أن تكون صبورة.
كلاريسا: ريتشارد إنها حفلة, مجر د حفلة يحضرها كل من يحترمك ويعجب بك.
ريتشارد: آه إنها حفلة صغيرة إذن? حفلة نخبة, أليس كذلك?
كلاريسا: أصدقاؤك.
ريتشارد: ظننت أننى قد فقدت كل أصدقائي. اعتقدت أنني دفعت أصدقائي إلى الجنون.
يمد ريتشارد يده ويلمس الزهور.
ريتشارد: ؛آه يا سيدة دالاواي, دائما تقيمين حفلات لتغطي السكون...
تصدم كلاريسا قليلا لعدم كياسته ثم تتمالك نفسها وتخفي غضبها.
كلاريسا: ريتشارد, لن تحتاج لأن تقوم بأي عمل. كل ما عليك القيام به هو أن تظهر وتجلس على الأريكة. ولسوف أكون هناك. هؤلاء مجموعة من الناس الذين يريدون أن يقولوا لك إن عملك سوف يبقى.
ريتشارد: هل هو كذلك? هل سيبقى عملي?
ينظر ريتشارد إليها دون شفقة.
ريتشارد: لا أستطيع القيام بذلك يا كلاريسا.
كلاريسا: لم تقول هذا?
ريتشارد: لا أستطيع.
كلاريسا: لماذا?
ريتشارد: لأنني كنت أريد أن أصبح كاتبا وهذا كل شيء.
كلاريسا: إذن?
ينهض ريتشارد ويدفع نفسه عبر الغرفة على عكازه.
ريتشارد: أردت أن أكتب عن كل هذا. كل ما يحصل في اللحظة. منظر الأزهار عندما كنت تحملينها بذراعيك - هذه المنشفة, والرائحة التي تفوح منها, وملمسها - هذا الخيط - كل مشاعرنا, مشاعرك ومشاعري, تاريخنا ومن كنا يوما . كل شيء في العالم. كل شيء مختلط. يبدو كل شيء مختلطا الآن.
تمتلئ عيون ريتشارد بالدموع.
ريتشارد: ولقد فشلت. فشلت. كل ما نبدأ به ينتهى أصغر مما هو عليه. مجر د كبرياء لعينة وغباء.
يتهادي ريتشارد مجددا . تراقبه كلاريسا في مزيج من نفاد الصبر والعجز.
ريتشارد: نريد كل شيء, أليس كذلك?
كلاريسا: نعم, أظن ذلك.
ريتشارد: لقد قبلتني على الشاطئ...
كلاريسا: نعم.
ريتشارد: هل تذكرين?
كلاريسا: طبعا .
ريتشارد: منذ كم سنة?
تهز كلاريسا رأسها مأخوذة لدرجة العجز عن الإجابة.
ريتشارد: ماذا كنت تريدين آنذاك?
مر ة ثانية, لا تقول كلاريسا شيئا . إنها تماثله اضطرابا .
ريتشارد: تعالي هنا, اقتربي مني, هلا فعلت رجاء?
كلاريسا: إنني هنا.
ريتشارد: خذي يدي.
تأخذ كلاريسا يده شديدة النحول إلى درجة الألم, يد ملأى بالنتوءات.
ريتشارد: هل ستغضبين?
كلاريسا: هل سأغضب إن لم تظهر في الحفلة?
ريتشارد: كلا. هل ستغضبين إذا مت?
كلاريسا: إذا مت? هل سأغضب إذا مت?
ريتشارد: لمن هذه الحفلة?
كلاريسا: ماذا تعني? لمن هذه الحفلة? ماذا تسأل? ماذا تريد أن تقول?
ريتشارد: لا أحاول أن أقول شيئا ! أنا أقول ! بدأ الذعر يصيب كلاريسا الآن.
ريتشارد: أعتقد أنني قد بقيت حيا لأرضيك فقط. تنظر كلاريسا إليه مندهشة.
كلاريسا: إذن? حسنا? هذا ما نفعله. هذا ما يفعله الناس. يظلون على قيد الحياة من أجل بعضهم البعض. الأطباء قالوا لك: لست مضطرا لأن تموت. الأطباء قالوا لك هذا. يمكنك أن تعيش هكذا لسنوات.
ريتشارد: نعم بالضبط.
يبتسم ريتشارد بمرارة. تهز كلاريسا رأسها بحزم الآن.
كلاريسا: أنا لا أقبل هذا. أنا لا أقبل ما تقول.
ريتشارد: آه ماذا? وأنت التي ستقر رين ذلك?
كلاريسا: كلا.
ريتشارد: منذ متى وأنت تفعلين هذا?
كلاريسا: أفعل ماذا?
ريتشارد: كم سنة مضت وأنت تأتين إلى الشقة? ماذا عن حياتك الخاصة? ماذا عن سالي? انتظريني حتى أموت. عندئذ سوف تفكرين بنفسك.
كلاريسا لا تجيب. يبتسم ريتشارد واثقا من نقطته.
ريتشارد: كيف ستحبين هذا?
تترك كلاريسا يده منزعجة. يكتفي ريتشارد بالنظر إليها. تنهض كلاريسا وتقف لبرهة مستثارة ثم تتكلم بهدوء.
كلاريسا: ريتشارد, سوف يكون حضورك شيئا عظيما . إذا شعرت أن حالتك تسمح بالمجيء. ولمعلوماتك فقط سأقوم بإعداد سرطان البحر, رغم اعتقادي بأن ذلك لن يغير من الأمر شيئا .
ريتشارد: طبعا سيغي ر من الأمر. أنا أحب سرطان البحر.
كلاريسا على وشك المغادرة ولكن ريتشارد يناديها.
ريتشارد: كلاريسا?
كلاريسا: نعم.
يرفع ريتشارد رأسه قليلا نحوها لتقبله. تضع كلاريسا شفتيها مقابل شفتيه بحنان بالغ حتى لا تجرحه. ثم تضغط كتفه بقوة.
كلاريسا: سأعود في الساعة الثالثة والنصف لأساعدك على ارتداء ثيابك.
ريتشارد: رائع .
تخرج كلاريسا. ي سمع صوت باب الشقة ينفتح مجددا ثم يغلق. ريتشارد لوحده.
ريتشارد: شيء رائع.
30- مجم ع الشقق. المصعد. نهار / داخلي
تعود كلاريسا, وقد وضعت نظارتها السوداء, نحو مصعد البضائع مذهولة نتيجة اللقاء. تلقي برأسها يائسة إلى الخلف على جانب المصعد. يهبط المصعد إلى أسفل.
31- منزل هوجارث. غرفة مكتب فيرجينيا. نهار / داخلي
1923. مازالت فيرجينيا وولف على مكتبها كما في السابق. ولكن الوريقات الأولى في دفترها قد امتلأت بالكتابة الآن. تخاطب نفسها ثانية.
فيرجينيا: إنه في هذا اليوم, هذا اليوم من بين كل الأيام, أصبح قدرها واضحا لها...
تسمع فورا ضربة قوية على الباب تقطع حبال أفكار فيرجينيا. تظهر نيللى بوكسال دون أن تنتظر جوابا . امرأة ضخمة حمراء الوجه, ملوكية المظهر, ترتدي صديرية طبخ.
نيللي: معذرة سيدة وولف. لقد طلب مني السيد وولف أن أحضر وأتحدث إليك.
فيرجينيا: لست أدري لم قال هذا.
تتجاهل نيللى لهجة فيرجينيا دون أن ترضخ.
فيرجينيا: لقد قاربت على الانتهاء يا نيللي. أرجو أن تنتظريني في المطبخ وسأهبط سريعا .
32- منزل هوجارث. الممر والمطبخ. نهار / داخلي
تهبط فيرجينيا إلى أسفل. تتوقف تريح ظهرها إلى الحائط في الممر خارج المطبخ. تهيئ نفسها للمجابهة المنتظرة. من الداخل يمكنها أن تسمع نيللي تتحدث بحرية مع لوتى.
نيللى: ما يحصل أنها تقول إنها تريد شيئا ثم يتبين أنها لا تحتاجه...
لوتي: حسنا , أعتقد أنها لا ترغب في شيء, أليس كذلك? لا تريد أي شيء أبدا .
نيللي: خاصة عندما تكون هي التى طلبت ذلك. وهذه علامة واضحة.
لوتي: أتمن ى لو كنت هناك.
نيللي: نعم, أتمنى لو كنت هناك.
تضحك المرأتان بمرح. تستجمع فيرجينيا شجاعتها.
لوتي: هل حد جتها بتلك النظرة? تلك النظرة الخاصة بك?
نيللي: قلت ؛ سيدتي.......
ولكن قبل أن تنهي نيللي كلامها تخطو فيرجينيا نحو الباب المفتوح وتقاطعها. نيللي منهمكة في لف العجين وتقطيع أجزاء كبيرة من لحم الضأن النيئ. بجانبها تؤدي لوتي عملها. انها في سنوات ما قبل العشرين, ملابسها مطابقة لملابس نيللي, متواطئة, لا تفوتها حيلة من الحيل.

فيرجينيا: حسنا , أخبريني يا نيللي, كيف أستطيع مساعدتك?
تتحرك فيرجينيا باتجاه المائدة, محاولة أن تسترد سلطتها على خادمتها المريعة.
نيللي: إنه حول موضوع الغذاء.
فيرجينيا: آه نعم.
نيللي: اضطررت أن أبادر بالاختيار لوحدي.
فيرجينيا: أتفه م ذلك.
تتراجع فيرجينيا قليلا أمام منظر اللحم النيئ ورائحته.
فيرجينيا: هل اخترت فطيرة?
نيللي: لقد اخترت فطيرة بلحم الخروف الصغير.
فيرجينيا: هذا يبدو مناسبا .
نيللي: لقد رأيتك منهمكة في كتابتك.
لا تتجاوب فيرجينيا مع الكلام. تتابع لوتي العمل بلا إحساس.
نيللي: لم تصلني أية تعليمات. وفكرت أن أعد بعض حلوى الإجاص الأصفر, إلا إذا كنت تفضلين شيئا أفضل.
فيرجينيا: الإجاص شيء جيد.
ترفع نيللي العجينة وتلفها في المقلاة بشكل يوحي بعمل رائع جدي.
فيرجينيا: تذكرين طبعا أن شقيقتي ستحضر في الساعة الرابعة مع العائلة?
نيللي: طبعا يا سيدتى. لم أنس ذلك.
فيرجينيا: شاي صيني, على ما أعتقد وزنجبيل. تتباطأ نيللي في حركتها وتسج ل لوتي اللحظة أيضا .
نيللي: زنجبيل, يا سيدتي?
فيرجينيا: أود أن أعد للأولاد وليمة.
نيللي: علينا أن نذهب إلى لندن من أجل الزنجبيل يا سيدتي. لم أكمل ما بيدي, وعلى تجهيز ما تبقى من الغذاء.
تقوي فيرجينيا نفسها غير مستجيبة للطعم.
فيرجينيا: إن قطار الثانية عشرة والنصف يا نيللي سوف يوصلك إلى لندن بعد الواحدة بالضبط. وإذا ما عدت في قطار الثانية والنصف فسوف تكونين في ريتشموند بعيد الثالثة بقليل. هل أسأت حساب الوقت?
نيللي: كلا.
فيرجينيا: حسنا إذن.
إن هذه تجربة لمدى قوتها. نيللي لا تتحرك.
فيرجينيا: حسنا إذن? هل هنالك ما يعيقك يا نيللي? تضطرب فيرجينيا ولكنها تعرف أنها انتصرت. تضع نيللي الشوبك جانبا .
فيرجينيا: لا استطيع التفكير بأي شئ مبهج أكثر من رحلة إلى لندن.
33- منزل هوجارث. غرفة الطباعة. نهار / داخلي
تهبط فيرجينيا السلالم نحو غرفة الطباعة, الغرفة غارقة بالمخطوطات. وسط الفوضى يجلس ليونارد وسط أكداس من المسودات المد ققة. بجانبه, شاب وسيم يدعى رالف بارتريدج يعمل على آلة الطباعة المحب ر ة التى تدار باليد.
فيرجينيا: صباح الخير.
رالف: صباح الخير, سيدة وولف.
يتطل ع رالف إلى أعلى سعيدا لرؤيتها. الجو متوت ر للغاية.
ليونارد: لن ننشر لكت اب جدد بعد الآن. يجب أن أخبرك أنني اكتشفت عشرة أخطاء في المراجعة الأولى.
فيرجينيا: من حسن حظك إذن أنك وجدتها يا ليونارد.
ليونارد: ؛ لقد كانت ياشنديل مشرحة لم يرجع منها أي رجل ؛Min>> سهل تعتقدين أنه من الممكن أن تجتذب الكتابة السيئة بالفعل أخطاء أكبر >>?
تبتسم فيرجينيا.
فيرجينيا: إذا لم يكن هناك مانع فقد فكرت أن أذهب في نزهة قصيرة.
ليونارد: ليس بعيدا?
فيرجينيا: كلا. لأتن شق فقط بعض الهواء.
يعطي ليونارد الآن موافقة صامتة ضمنية فقط بعينيه.
ليونارد: اذهبي إذن. لو أنني تمكنت من التمشى في منتصف النهار فسوف أكون رجلا سعيدا جدا .
تتوقف فيرجينيا برهة عند هذا التعليق اللاذع, ثم تذهب. رالف يراقبها.
34- طريق يارادايز. نهار / خارجي
هنالك مدرسة بجانب منزل هوجارت وأطفال في الملعب. تتق دم فيرجينيا على الرصيف في مواجهة السياج ضائعة في عالمها الخاص. تسير قليلا , ثم تتوقف وتحدث نفسها دون أن تدرك ذلك.
فيرجينيا: سوف تموت. لاريب أنها ستموت. وهذا ما سيحصل. يمر شخصان ويلاحظان أن هذه المرأة اللطيفة الغامضة تكلم نفسها. تحدق فيرجينيا الآن في فتاتين صغيرتين من فتيات المدرسة في الملعب, تهمس أحدهما للأخرى باهتمام, والاثنتان منهمكتان.
فيرجينيا: هكذا تماما . سوف تقتل نفسها. سوف تقتل نفسها بسبب شيء لا قيمة له.
35- المطبخ. منزل عائلة براون. نهار / داخلي
1951. مازالت لورا بثياب الخروج, ولكنها ارتدت الآن مريلة فوقها. تجلس مقط بة تنظر إلى كتاب طبخ على سطح أمامها وقد جمعت حولها كل مكونات صناعة الكعك - بيض, علب مختلفة, سكر, ومجموعة من الأواني الصينية ذات اللون الأزرق الفاتح. ولكن المحاولة تتوقف . يقف ريتشي بالقرب منها منتظرا بفارغ الصبر.
لورا: دعنا نفكر.
ريتشى: ادهنى المقلاة بالزبد, يا أماه.
لورا: أعرف إننا ندهن المقلاة بالزبد يا عزيزي. حتى والدتك تعرف ذلك.
تمد يدها بتصميم لخلط مكونات الحلوى. يقط ب ريتشي وهو يراقبها.
لورا: حسنا . هذا ما سنفعله. دقيق, آنية صينية, منخل.
ريتشي: هل أستطيع أن أقوم بذلك, يا أماه?
لورا: هل تستطيع نخل الدقيق?
تبتسم لورا له.
لورا: نعم, باستطاعتك نخل الدقيق, يا طفلي الحبيب, إذا كان هذا سيسعدك.
ريتشي: أحب ذلك.
لورا: حسنا . أفعل ذلك.
تعطي لورا ريتشي منخلا , ثم تضع له الدقيق لينخله.
يركز ريتشي على عمله بجدية. يتساقط الدقيق عبر المنخل وسط الآنية الصينية الزرقاء في مسحوق أبيض جميل.
لورا: أليس هذا جميلا? ألا تعتقد أنه يشبه الثلج?
تعود لورا وتنظر في كتاب الطبخ مجددا .
لورا: بعد ذلك الآن إليك الخطوة التالية. سوف أريك ذلك. الخطوة التالية هي أن نقوم بتغيير الكؤوس.
ريتشي: أماه, هذا ليس أمرا صعبا .
لورا: أعرف, أيها البازلاء الحلوة, أعرف أن هذا ليس صعبا . إنني فقط.. أريد أن أقوم بذلك من أجل والدك لأن اليوم عيد ميلاده.
لورا: أجل. إننا نصنع الكعكة لنظهر له مدى حبنا.
ريتشى: وبغير ذلك لن يعرف أننا نحبه.
تنظر لورا إلى ابنها لبرهة.
لورا: تماما .
36- شقة كلاريسا. نهار / داخلي
تجلس كلاريسا بلا حراك في غرفة النوم الثانية. الغرفة ملأى بأكداس المفروشات الفائضة التي أزيحت جانبا لإفساح حيز للحفلة. جلست كلاريسا على مقعد صلب تحاول أن تتمالك نفسها إثر لقائها باكرا مع ريتشارد. تدخل سالي من الباب الأمامي بمرح غامر ترفع بين ذراعيها حملا من الغسيل المنظ ف بالبخار وأكياس التسوق.
سالى: لقد أحضرت كل الأغراض. يا إلهي يا لها من حديقة حيوانات. لماذا يتوجب على الناس أن يتحدثوا عن التنظيف الجاف? أعني ماذا هنالك من مواضيع للحديث عنها?
تتجه سالي مباشرة إلى غرفة نومهما لتضع الغسيل الجاف على السرير. ثم تخرج إلى المم ر وتتجه نحو المطبخ حاملة أكياس التسو ق.
سالي: اشتريت لك بعض الأزهار.
ترى سالي أن ما جاءت به من أزهار ضئيل جدا مقارنة بكمية الزهور الوفيرة التي أحضرتها كلاريسا إلى المنزل. ترمي الزهور التى جلبتها إلى جانب الأزهار الأخرى.
سالي: أين أنت?
كلاريسا: في الداخل هنا.
تضع سالي الأكياس في المطبخ وتأخذ بإخراج البرتقال منها.
سالي: هنالك من سيغطي غيابي في العمل. سوف أبقى معك طوال الليل.
تفتح سالي الثلاجة وتأخذ في وضع البرتقال فيها. تقطب قليلا بسبب صمت كلاريسا.
سالي: هل أنت بخير?
كلاريسا: بالطبع.
تبتسم سالي لنفسها غير قلقة من تداعي كلاريسا.
سالي: أظن أنك رأيت ريتشارد.
كلاريسا: هذا صحيح.
سالي: حسنا , طبعا , أراهن أنه قال ؛ آه على فكرة يا حبيبتى, هل يزعجك عدم حضوري الحفلة? ؛ تومئ كلاريسا باستسلام إزاء بصيرة سالي. في الغرفة الأخرى, مازالت سالي تفرغ البرتقال وتهز رأسها بإجابة سيكولوجية.
سالي: لا تقلقي. إنه يظهر دوما في النهاية.
كلاريسا: آه هذا مؤكد.
سالي: في النهاية. ماذا, هل يفو ت ريتشارد الجائزة? فرصة لنتكلم عن عمله? لا أظن أنه سيفعل سوف يظهر.
وقعت سالي أخيرا في حركتها الدائمة على مخطط تنظيم مائدة الحفلة. خليط من الأسماء والدوائر موضوعة على مائدة المطبخ.
سالى: أنت التى وضعت ترتيب الجلوس?
كلاريسا: نعم.
ساللي: لا أصدق ذلك. لويس واترز. لويس الملحق بريتشارد, هل سيأتي?
كلاريسا: أجل.
سالي: لقد وضعتيى بجواره. لماذا دائما أجد نفسي بالقرب من الأزواج السابقين? هل هذا تلميح يا حبيبتي? على أي حال أليس من الواجب أن يجلس الأزواج السابقون على مائدة خاصة بهم? حيث يستطيع جميعهم استرجاع الماضي معا بحزن بالغ.
تظهر سالي على عتبة غرفة النوم الثانية. تتطلع كلاريسا إلى أعلى.
سالي: أنا في أجازة. حاولي أن لا تفضي في فرط الإثارة كلاريسا, سوف تكون جميلة.
كلاريسا: شكرا .
سالي: ليس هنالك أية مشكلة.
تستدير سالي وتخرج. كلاريسا وحيدة. الشقة هادئة.
كلاريسا: لماذا كل شيء مختل?
37- منزل براون. نهار / داخلي
1951. تنظر لورا إلى الكعكة الجاهزة. ليست كما كانت تأمل. حاولت أن تتو جها بعبارة ؛عيد ميلاد سعيد يا دانس. ولكن الكتابة لم تكن متقنة, والقشدة مليئة بالفتات. تتكلم لورا من تحت أنفاسها.
لورا: لم تنجح. اللعنة أنها لم تنجح.
فورا يسمع جرس الباب الخلفي. يظهر خيال امرأة على الباب. يبدو عليها الذعر, بعد أن نظرت في المرأة, وفوجئت بمنظرها وهي مازالت في ثوب الحمام, ويبدو عليها مظهر إنسان مكروب. يأتي ريتشي راكضا يحمل لعبة بلاستيكية حمراء كان يلهو بها.
ريتشي: ماما ! ماما ! هنالك أحد على الباب.
38- منزل براون. نهار / داخلي / خارجى
بعد بضع لحظات تفتح لورا الباب, بعد أن قامت بمحاولة سريعة لاستعادة مظهرها الطبيعي. شعرها أكثر ترتيبا ولكنها مازالت ترتدي ثوب المنزل. أمام الباب الخلفي.
تقف كيتي أصغر سن ا من لورا بقليل, وأكثر ثقة بنفسها, ذات حضور جميل ينضح إغراء: ممشوقة القوام. متقنة التزي ن. مسترخية.
لورا: مرحبا يا كيتى !
كيتي: مرحبا هل أعيقك عن أمر ما?
لورا: طبعا لا. أدخلي.
كيتي: هل أنت على ما يرام?
تدخل كيتي من الباب. هذا صحيح: تبدو لورا شاردة النظرات عليها مظهر اليأس.
لورا: بالطبع, لماذا?
كيتي: مرحبا , يا ريتشي.
لورا: اجلسي. لدى قهوة جاهزة. هل تريدين قليلا .
كيتي: رجاء .
ريتشي جالس على الأرض يراقب عن بعد. تجلس كيتي إلى مائدة المطبخ وترى كوم السكّر.
كيتى أنظري لقد صنعت كعكة.
لورا: أعرف ذلك. ولكنها لم تنجح. ظننت أنها ستنجح. اعتقدت أنها ستنجح بشكل أفضل.
كيتي: صدقا يا لورا, لست أعرف لماذا تجدينها بهذه الصعوبة.
لورا: وأنا لا أعرف أيضا .
كيتي: أي إنسان باستطاعته أن يصنع كعكة.
لورا: أعرف ذلك.
كيتي: إن ذلك بمقدور أي إنسان. إنه سهل إلى درجة السخف أراهن مثلا أنك لم تدهنى الصينية بالزبد.
لورا: بل دهنت الصينية بالزبد.
تبتسم كيتي. تحضر لورا الفناجين, وتصب القهوة.
كيتي: حسنا ولكن فضائلك الأخرى كثيرة. ودان يحبك لدرجة أنه لن يلاحظ ذلك. مهما فعلت, فسوف يقول هذا رائع.
تنظر لورا إلى كيتي بعتب وتدفع نحوها فنجان القهوة.
كيتي: حسنا , هذا صحيح.
لورا: هل يوجد عيد ميلاد لراي.
كيتي: طبعا لديه.
لورا: متى يقع?
كيتي: سبتمبر. نذهب إلى النادي الريفي. دائما نذهب إلى النادي الريفي. نشرب المارتينى ونقضي النهار مع خمسين آخرين.
لورا: راي له أصدقاء كثر.
كيتي: فعلا .
لورا: أنتما الاثنان لكما أصدقاء كثر. أنكما بارعان في ذلك.
قالت لورا ذلك دون حسد وابتسمت كيتي وقد قبلت المجاملة.
لورا: كيف حال راي? لم أره منذ مدة.
كيتي: راي على ما يرام. همم.
تبتسم الاثنتان.
كيتي: هؤلاء الرجال لهم وزنهم, أليس كذلك?
لورا: يمكنك أن تقولي ذلك ثانية. لقد عادوا إلى بيوتهم من الحرب. لقد استحقوا هذا أليس كذلك? بعد كل الذي مروا به?
كيتي: ما الذي استحقوه?
لورا: لا أعرف. نحن, على ما أعتقد. كل هذا.
تشير لورا لما حولها من محيط منعم. تنظر كيتي إلى نسخة كتاب ؛مسز دالاواي ؛ على رف المطبخ.
كيتي: آه. أنت تقرئين كتابا?
لورا: نعم.
كيتي: حو

يحيى
عضو متميز
عضو متميز

عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 01/09/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سينــاريــو الساعات Empty تتمة السيناريو

مُساهمة  يحيى الأحد سبتمبر 13, 2009 4:04 am

سيناريو فيلم الساعات
(تتمة العدد السابق)
سيناريو: دايفيد هير عن قصة الكاتب: مايكل كونينجهام
ترجمة: مها لطفي
<<الساعات>> هي قصة ثلاث نساء يبحثن عن معنى لحياتهن يكون أكثر حيوية وأكبر أملاً. كل واحدة منهن تعيش في زمان ومكان مختلفين, تجمعهن أشواقهن ومخاوفهن. فيرجينيا وولف, في إحدى ضواحي لندن في أوائل 1920 تصارع الجنون فيما هي تكتب روايتها العظيمة الأولى: <<السيدة دالاوي>>. لورا براون, في لوس أنجلوس, عند نهاية الحرب العالمية الثانية, تقرأ كتاب <<السيدة دالاوي>>, فتجد فيه ما يوحي لها بأن تعيد النظر في حياتها كزوجة وأم, فتقوم بتغييرها. كلاريسا فون, في مدينة نيويورك الآن, نموذج عصري لبطلة قصة فيرجينيا وولف, <<السيدة دالاوي>>. إنها غارقة في حب صديقها ريتشارد, شاعر عبقري يفتك به مرض فقدان المناعة. تتشابك قصصهن مع بعضها البعض لتلتقي في نهاياتها عند لحظات تتجاوز الوجود المادي إلى إدراك مشترك....
40- منزل هوجارث. غرفة الاستقبال نهار / داخلي
شقيقة فيرجينيا, فانيسا بيل, تنتظر في غرفة الاستقبال.
رغم أن فانيسا في الرابعة والأربعين, وتكبر فيرجينيا قليلا إلا أنها تبدو أصغر سنا وأكثر انفتاحا وقدرة على المسايرة والاندماج بالآخرين.
كانت قد أرسلت ابنتها الصغيرة لتلعب في الحديقة إذ جاءت فيرجينيا تتبعها لوتي.
فانيسا: فيرجينيا !
يقب لان بعضهما. تضحك فيرجينيا ضحكة تآمرية.
فيرجينيا: يعتقد ليونارد أن هذه نهاية الحضارة. الناس الذين تدعينهم في الرابعة يأتون في الثانية والنصف...
فانيسا: يا إلهي.
فيرجينيا: برابرة !
فانيسا: انتهينا من الغداء أبكر مما توقعنا.
فيرجينيا: اضطررت أن أشحن نيللي إلى لندن لتشتري زنجبيلا محليا .
تتجه فيرجينيا بمرح نحو الحديقة, ولكن فانيسا تعلق بصورة مرضية على مسمع من لوتي.
فانيسا: آه يا فيرجينيا ألم تعودي خائفة من الخدم !
تغادر لوتي وهي تبتسم, بينما تتجه المرأتان نحو الحديقة.
41- منزل هوجارث. الحديقة. نهار / خارجي
تجلس فيرجينيا وفانيسا في حديقة منزل هوجارث تراقبان الأولاد يلعبون.
فيرجينيا: وكيف حالك, يا أختاه?
فانيسا: جنوني. لقد كان الأمر مهزلة في لندن.
فيرجينيا: مهزلة. كيف?
فانيسا: مشغولة جدا .
فيرجينيا: لماذا تبدو الأشغال وكأنها مهزلة?
فانيسا: كان من الممكن أن أدعوك إلى مجموعتنا, ولكني أعرف أنك لن تأتي.
فيرجينيا: هل نويت ذلك فعلا?
تنظر فيرجينيا مندهشة بشكل صادق.
فيرجينيا: كيف عرفت أننى لن آتي?
فانيسا: اعتقدت أنك لا تأتين إلى المدينة.
فيرجينيا: لم تعودي تطلبين مني ذلك.
فانيسا: ألست ممنوعة من المجيء? ألا يمنعك الأطباء من ذلك?
فيرجينيا: الأطباء !
فانيسا: ألا تهتمين بآراء أطبائك?
فيرجينيا: ليس عندما يكونون حفنة من الفكتوريين الكرهين.
تنظر فانيسا جانبا , مندهشة من عدم ترددها.
فانيسا: إذن? ماذا تقولين? هل تشعرين أنك أفضل حالا? هل هذه الثقة بالنفس جعلتك أقوى?
فيرجينيا: أنا أقول يا فانيسا إنه حتى المجانين يحبون أن يؤخذ رأيهم.
تتحرك فيرجينيا إلى الأمام. تتوقف فانيسا ثانية وقد صدمت قليلا . تتجهان نحو أطفال فانيسا الثلاثة الذين تجمعوا في مجموعة بالقرب من الشجيرات حول شيء لا يرى بعد. جوليان بيل في الخامسة عشرة, قوي البنية, شديد العضل; كوينتين بيل في الثالثة عشرة, يبدو كأنه جندي, وإنجيلا جارنيت فتاة خارقة الجمال صغيرة في الخامسة من عمرها.
فانيسا: مرحبا أيها الأولاد.. ماذا معكم? ماذا وجدتموه?
جوليان: وجدنا عصفورا .
فانيسا: حقا? أين وجدتموه?
جوليان: أعتقد أنه قد يكون سقط من الشجرة !
يحمل كوينتين بيل بين يديه طائر سم ان في حالة نزع, كصرة من الريش الرمادي.
فانيسا: يا إلهي, فقط لو تنظر إليه.
كوينتين: إنه حي. أعتقد أنه باستطاعتنا إنقاذه.
فانيسا: تنقذه?
تعبس فانيسا
فانيسا: أعتقد أنه عليك أن تكون حذرا يا كوينتين. هنالك وقت للموت. قد يكون هذا الوقت هو وقت العصفور. تعصر فانيسا يد فيرجينيا غريزيا خوفا من أن يقلقها مثل هذا الكلام.
جوليان: تعالوا لنلتقط قليلا من العشب. نلتقط بعض العشب لنصنع منه قبرا .
فانيسا على وشك الاحتجاج ولكن جوليان يتقاطعها.
جوليان: أنا أقول فقط: على الأقل سيكون له سرير ليموت عليه.
كوينتين: تعالي يا نيسا, لنصنع له قبرا .
فانيسا: يا إلهي, آه حسنا . أنا سآتي. انتظرني إذن.
تركض فانيسا مع الأولاد.
42- منزل هوجارث. حديقة. نهار / داخلي
تصنع انجيليكا سريرا من القش. ذهب الآخرون لالتقاط الحشائش. تظهر فيرجينيا من فوق إنجيليكا ومعها بضع وردات صفراء.
فيرجينيا: هل تعتقدين أنها ستحب الورد?
إنجيليكا: نعم.
فيرجينيا: دعينا نضع وردا حول العشب.
تركع فيرجينيا بالقرب من إنجيليكا وتساعدها في صنع السرير الصغير. الطائر ممدد على أحد جانبيه وعن بعد ينادي الأولاد والدتهما << يا أماه>> نجد أنواعا جيدة هنا. << يا أماه ! يا أماه >>.
إنجيليكا: هل هي أنثى?
فيرجينيا: نعم لأن الإناث أكبر وأقل ألوانا .
يوضع القش والعشب والأوراق في دائرة غير سوية. تحتضن إنجيليكا بيديها العصفور الميت ثم تضعه أرضا مسوّية ساقيه أسفل جسمه. تزين إنجيليكا وفيرجينيا دائرة الأوراق بالورود.
إنجيليكا: ماذا يحصل عندما نموت?
فيرجينيا: ماذا يحصل? نعود إلى المكان الذي جئنا منه.
إنجيليكا: لا أذكر من أين أتيت.
فيرجينيا: ولا أنا أذكر.
تعبس إنجيليكا, محاولة أن تفهم.
إنجيليكا: تبدو صغيرة جدا .
فيرجينيا: نعم, هذه أحد الأشياء التي تحدث. نبدو أصغر مما نحن...
إنجيليكا: ولكن علائم السلام تظهر علينا.
تبتسم فيرجينيا لما قالته إنجيليكا. فجأة تصل فانيسا مع الأولاد, وتفجر حيويتها لحظة الهدوء.
فانيسا: هل انتهى الأمر? هل انتهينا من المهمة? هل أتممنا مراسم جنازة العصفور? هل تمت مراسم الدفن?
فيرجينيا: انتهت.
فانيسا: حسنا . شيء جيد. هل سنحرم من الشاي كليا لأننا وصلنا قبل الوقت?
تركض إنجيليكا بعيدا سعيدة بالمهمة التي قامت بها ولكن فيرجينيا لا تتحرك.
فيرجينيا: كلا. طبعا لا.
فانيسا: حسنا إذن.
تقول فانيسا <<تعالوا يا أولاد>> وتسير بعيدا نحو المرج مع جوليان وكوينتين. يتبادل الجميع أطراف الحديث وهم سائرون.. يسأل جوليان <<أين ذهبت نيللي?>> تجيبه فانيسا: <<اضطرت أن تذهب إلى لندن لتحضر زنجبيلا >>. جوليان: <<هل أغضبها ذلك?>> فانيسا: <<فيرجينيا تقول كثيرا >>. كوينتين: <<يعجبني أن أرى نيللي غاضبة. منظرها يبدو مضحكا . <<ثم يسود الصمت>>.
تترك فيرجينيا لوحدها. لم تتحرك من مكانها. مازالت تنظر إلى قبر العصفور. العصفور يتمتع بسلام مثالي محاطا بأوراق الزهر. تنظر فيرجينيا - ثم تأخذ بإغلاق عينيها ببطء.
يتحول وجهها إلى قناع للموت.
43- منزل براون. غرفة النوم نهار / داخلي
1951. لورا مستلقية على السرير وعلى وجهها نظرة تماثل تلك التي على وجه فيرجينيا. ثم تنهض من السرير باندفاع.
44- منزل براون. الحمام نهار/ داخلي
يجلس ريتشي لوحده يلعب بألعابه على البساط. ينظر إلى أعلى, لا يفوته شيء, بينما تخرج لورا من غرفة النوم. تبتسم له ابتسامة مغيبة, وتسير عبر غرفة الجلوس لتلتقط حقيبتها القماشية المزركشة الموضوعة على المقعد.
تأخذها معها وتذهب إلى الحمام.
45- منزل براون. الحمام نهار / داخلي
تفتح لورا الدولاب ذا المرايا المعلق فوق الحوض. في داخله بضع زجاجات من الإسبرين.. إلخ. تتناول بعض زجاجات الحبوب المنومة الموصوفة لها. تفتح الحقيبة القماشية وتضع الزجاجات داخلها وتخرج.
46- منزل براون. غرفة الجلوس نهار / داخلي
تخرج لورا من غرفة النوم ومعها حقيبة القماش. ينظر ريتشي إلى أعلى مرة ثانية محاولا معرفة أين كانت. تتجه لورا مباشرة نحو المطبخ, حيث تضع الحقيبة على سطح عال بعيدا عن متناول الطفل. تتناول لورا مرة ثانية الدقيق والبيض.
لورا: مرحبا , يا خنفستي, لدي فكرة. سوف نقوم بصنع كعكة أخرى. سوف نصنع واحدة أفضل.
ريتشي: ما الذي حصل للأولى?
تبتسم لورا باتجاهه وكأن كل شيء أصبح طبيعيا .
لورا: ثم بعد ذلك, أعتقد أن علينا أن نغادر.
47- شقة كلاريسا نهار / خارجي
2001. تضغط أصبع أحد القادمين مباشرة على زر الهاتف الداخلي. لويس واترز رجل ذو مظهر مهيب, فضي اللون, جذاب في أواخر الأربعينيات يرتدي ثيابا مريحة غاية في الأناقة. كان يوما ما رجلا حسن المظهر, ولكنه الآن بهت قليلا . عصبي. بذل جهدا ليقرع الجرس.
بعد برهة من الزمن يسمع صوت كلاريسا.
صوت كلاريسا: نعم?
لويس: كلاريسا, إنه لويس. لويس واترز.
كلاريسا: لويس? يا إلهي. جئت باكرا .
لويس: هل يضايقك هذا? هل يمكن ذلك?
48- شقة كلاريسا- البهو نهار / داخلي
ضغطت كلاريسا زر الباب, ويدخل لويس إلى بهو البناية.
وبينما هو يفعل ذلك تفتح كلاريسا باب الشقة على مصراعيه لترح ب به, ترتدي مريلة حول وسطها وقفازات خضراء بلاستيكية. شعرها غير ممشط, ومن الواضح أن لويس قد قاطعها في منتصف عملها. إنها تستمع إلى أسطوانة CD تزعق في الخارج خلفها.
كلاريسا: لماذا أنزعج? أنا مسرورة جدا .
لويس: حسنا الآن.
يتعانقان ويمسكان بعضهما لفترة من الزمن تعبيرا عن حاجة ماسة في داخلهما. ثم تفلت كلاريسا فتلاحظ أن عيني لويس مبللتان.
لويس: أشعر أنني أقاطعك.
كلاريسا: لماذا. كلا?
لويس: أعرف أن الحفلة في الخامسة ولكني طرت إلى هنا هذا الصباح, تقف كلاريسا برهة من الزمن وهي تهز رأسها.
كلاريسا: سوف يسعد ريتشارد للغاية بحضورك. سوف يسعد برؤيتك.
لويس: هل تظنين ذلك?
كلاريسا: بالطبع. بالطبع سوف يسعد.
تسود برهة من التردد.
كلاريسا: ما الذي نفعله? يجب أن ندخل.
49- شقة نهار / داخلي
تقود كلاريسا لويس إلى الشقة, وتنزع مريلتها. يتبعها لويس, مترددا , متسائلا عن سبب اندهاشها لرؤيته مجددا .
لويس: هل أنت بخير?
كلاريسا: آه حتما . لا شيء. إنها فقط الحفلة.
لويس: آه. حسنا .
يجيل لويس نظره في أرجاء الغرفة. كل ما فيها أزيح إلى جانبيها. هنالك باقات من الأزهار في كل مكان. الورد الأصفر هو الطاغي. تدير كلاريسا جهاز الأسطوانات على أغنية لجيسي نورمان وهو يغني احدى أواخر أغاني شتراوس.
لويس: واو. إنه يبدو جميلا . هل أنت مازلت مع....
كلاريسا: نعم. مازلت معها. نعم. عشر سنوات. هذا جنون.
لويس: ما الجنون في ذلك?
تهز كلاريسا رأسها محرجة.
كلاريسا: ليس لسبب ما. هل نتناول كأسا?
لويس: بعض الماء.
كلاريسا: حسنا .
50- شقة. مطبخ نهار / داخلي
ترفع كلاريسا الغطاء عن الحلة الكبيرة الملأى بالمحار والتي تغلي على الموقد. نشاهد في أرجاء المطبخ المقادير اللازمة لصنع فطيرة سرطان البحر الملفوفة. تلقي كلاريسا نظرة, ثم تخلع قفازها البلاستيكي, تملأ الكؤوس بالثلج والمياه الغازية. تتطلع عبر المطبخ إلى المكان الذي يقف به لويس لوحده وهو لا يزال يبدي إعجابه بالشقة.
لويس: وهل مازلت تعملين محر رة?
كلاريسا: آه, بالتأكيد.
لويس : ومازلت مع نفس الناشر?
تومئ كلاريسا برأسها.
كلاريسا : كيف حال سان فرانسيسكو?
لويس : آه : إنها ذلك النوع من المدن التى يطلب منك الناس أن تحبها.
يتوقف لويس لبرهة من الزمن ينظر إلى صورة لريتشارد موضوعة في إطار, وهو في مقتبل العمر, تبدو عليه الوسامة والصحة والشباب.
كلاريسا : قال ريتشارد إنك تبدو سعيدا هناك.
لويس : آه شيء عظيم. لقد جعل منه المرض الآن إذن وسيطا روحيا?
تناوله كلاريسا الماء الذي طلبه.
كلاريسا : لويس, عليك أن تهيئ نفسك. لقد تغير إلى درجة كبيرة.
يتناول لويس من الرفوف نسخة من كتاب ريتشارد.
تعود كلاريسا إلى طهوها.
لويس : قرأت الكتاب..
كلاريسا : يا إلهى !
لويس : بالضبط. ظننت أن باستطاعة الإنسان أن يفعل أكثر من تغيير أسماء الناس.
كلاريسا : حسنا .
لويس : ألم يقصد بذلك عملا روائيا? لقد جعلك تسكنين في الشارع العاشر.
تقطب كلاريسا جبينها, غير مستسيغة ما آل إليه الحوار.
كلاريسا : إنها ليست أنا.
لويس : حقا?
كلاريسا : أنت تعرف ريتشارد. إنها مجرد خيال.
لويس : فصل كامل عن <<هل من الضروري أن تشتري طلاء أظافر?>>
وبعد ذلك خم ني ماذا? بعد خمسين صفحة لا تفعل ذلك !
تبتسم كلاريسا ولكن الأمر لا يعجب لويس.
لويس : يبدو الأمر برم ته وكأنه يستمر إلى ما لا نهاية. لا يحدث شيء. ثم فجأة تقتل نفسها دونما سبب.
كلاريسا : والدته تقتل نفسها.
لويس : نعم. بالتأكيد. والدته. ولكن مع ذلك دونما أي سبب.
كلاريسا : حسنا ..
لويس : دون سابق إنذار.
يبدو على لويس الانزعاج, ولكن كلاريسا تتكلم بهدوء, محاولة التقرب منه الآن.
كلاريسا : أعرف أن الكتاب قاس . ولكنني أحببته. أعرف. شيء وحيد أزعجني.
لويس : آه نعم? وما هو ذلك الشيء? ما الذي أزعجك?
يتطلع لويس إليها الآن بحذر, وكأنه يخشى أن تكون قد جرحت.
كلاريسا : حسنا . كونه لا يوجد المزيد عنك.
لويس : هذا شيء لطيف.
يتطلع لويس إلى أعلى وقد أخذ على حين غرة. ولكن مشاعره تستثار ويغامر بمنح ثقته.
لويس : لقد ع دت إلى ويللفليت.
كلاريسا : أحقا فعلت?
لويس : في أحد الأيام. ولكنني لم أخبرك.
كلاريسا : كلا. ولكنني لم أرك مطلقا آنذاك.
لويس : هل تذكرين المنزل?
يتوقف لويس, مفكرا .
كلاريسا : أعتقد أنك شجاع.
لويس : شجاع? لماذا?
كلاريسا : أن تتجرأ وتذهب للزيارة.
يعبس لويس.
كلاريسا : ما أعنيه هو : مواجهة حقيقة أننا فقدنا تلك الأحاسيس إلى الأبد.
اغرورقت عينا كلاريسا بالدموع, ويبدو أنها نسيت وجود لويس.
كلاريسا : اللعنة.
لويس : كلاريسا..
كلاريسا : لا أدري ما الذي يحدث. إني آسفة. يبدو أنني في مزاج غريب. أبدو وكأنني أزيد في تشويش الأمور.
لويس : كلاريسا. ما كان يجب أن أحضر.
ترفع كلاريسا يدها تمنعه من الاقتراب منها لتهدئتها.
كلاريسا : كلا, إنه ليس أنت. حقا . إنه أكثر من ذلك.. إنه كالإحساس المسبق بحدوث شيء. هل تدرك ما أقول?.
تمسح كلاريسا عينيها, محاولة التخفيف عن نفسها.
كلاريسا : آه, ياإلهي, ربما هذا سببه التوتر بشأن الحفلة. يالي من مضيفة سيئة.
تتهاوى كلاريسا فجأة نحو الأرض, غير قادرة على ضبط نفسها أكثر من ذلك.
لويس : كلاريسا, ماذا يجري?
كلاريسا : يا يسوع !
لويس : ماذا في الأمر?
تتجه كلاريسا بعيدا نحو الحائط, وكأنها طفلة, تنشج الآن ويدها مرفوعة لتخفى وجهها.
كلاريسا : آه, يا إلهي !
لويس : هل تريدينني أن أذهب?
تحاول كلاريسا يائسة أن تحو ل حزنها إلى غضب.
كلاريسا : كلا. لا تذهب. اشرح لي الأمر ! لماذا يحدث هذا?
يتحرك لويس باتجاهها محاولا تطييب خاطرها. يأخذها بين ذراعيه.
كلاريسا : كلا. لا تلمسنى. من الأفضل ألا تفعل.
يقف لويس عاجزا . تتطل ع كلاريسا إليه لبرهة من خلال دموعها. ثم تتلاشى يائسة.
كلاريسا : إنه لأمر فوق طاقتي. إنه فعلا فوق طاقتي. إنك جئت بالطائرة من سان فرانسيسكو. إننى أقوم بتمريض ريتشارد منذ سنوات.
لويس : أعرف ذلك.
كلاريسا : وخلال تلك الفترة كنت متماسكة.. لم تكن هنالك أية مشكلة.
يسود نوع من السكون. لا يستطيع أي منهما الكلام. تتطل ع كلاريسا إليه بضراعة من حيث هي على الأرض.
لويس : نعم.
لا ينبس أحدهما ببنت شفة. تمسح كلاريسا دموعها بكمها. تبدو هادئة وهي تتكلم.
كلاريسا : ذات صباح. في ويللفليت. كنت نائمة معه, وكنت في الشرفة الخلفية عندما خرج. وضع يده على كتفي. << صباح الخير سيدة دالاواي>>.
تغرق كلاريسا لبرهة من الزمن في ذكرياتها.
كلاريسا : ومنذ ذلك الحين, لصقني.
لويس : لصقك?
كلاريسا : أعنى الاسم.
يسود السكون. ثم تشير كلاريسا نحو لويس ليغير الموضوع.
كلاريسا : الآن تدخل أنت.. أن أراك تدخل ! لأني لا أراك مطلقا . لا أنظر إليك.
ينظر لويس إليها, راغبا في المساعدة.
كلاريسا : على أي حال هذا لا يهم. كنت أنت الذي ظل معه. كنت أنت الذي عاش معه. سوف ترى عندما يحضر. إنه لا يزال ريتشارد. عقله تائه ويعاني ألما كبيرا . ولكن هنالك صفة ثابتة. هناك <<ريتشارد تيه>>.
يتقدم لويس نحوها, حذرا بشأن ما يريد قوله.
لويس : يوم أن تركته ركبت قطارا وشققت طريقي عبر أوروبا. شعرت بالحرية لأول مرة منذ سنين.
يسود نوع من السكون. تحد ق كلاريسا محاولة استيعاب ما قاله لويس لتو ه. ثم تنهض, محاولة العودة إلى حالتها الطبيعية.
كلاريسا : إذن. يجب أن تخبرني عن سان فرانسيسكو.
لويس : وماذا هناك لأخبرك به? مازلت أدر س المسرح للأغبياء معظم الوقت.
كلاريسا : لا يمكن أن يكونوا كلهم أغبياء.
لويس : كلا.
وضع لويس نظارته جانبا .
لويس : كلا, في الواقع.. يجب ألا أخبرك بهذا : لقد وقعت في الحب.
كلاريسا : حقا?
لويس : نعم. أحببت احدى الطالبات.
كلاريسا : طالبة?
لويس : تماما.
يعترف لويس بغرابة الحدث.
لويس : أعرف. أنك تفكرين <<أمازلت قادر ا على ذلك? كل هذا الزخم..>> كل تلك المناقشات, أبواب تصفق.. حسنا , تعلمين كيف يكون الأمر.
لا تنبس كلاريسا.
لويس : هل تشعرين بتحس ن?
كلاريسا : قليلا . شكرا .
تتجه كلاريسا نحو الحوض. يشعر لويس فجأة بالحرج.
لويس : هل تظنين أنني سخيف?
كلاريسا : سخيف. ومحظوظ أيضا .
51- منزل براون نهار / داخلي
1951. تخرج لورا كعكة ثانية من الفرن وتضعها على طبق للكعك. تنظر إليها برهة. إنها أفضل بكثير من الأولى. نقرأ عليها << عيد ميلاد سعيد يا دان>>. تزين الكعكة ورود صفراء. تخلع لورا قفاز الفرن وتتناول الحقيبة القماشية, ثم تخرج.
52- سيارة نهار / داخلي
تستقر الحقيبة القماشية بدوي عنيف على المقعد الخلفي للسيارة.
تدفع لورا ريتشي كالصرة, وقد بدت عليه سيماء الدهشة, إلى المقعد المجاور لها, ثم تستدير وتجلس في مقعد السائق.
لورا: سوف أتركك عند السيدة لاتش. على ما أفعل.
لورا في كامل لباسها وزينتها مسلّحة لتخرج إلى العالم. ريتشي ينظر نحوها وهي تدير سيارتها.
ريتشي: أماه لا أريد أن أذهب.
لورا: عليك أن تفعل. أنا آسفة. علي أن أقوم بشيء ما قبل أن يأتي والدك إلى المنزل.
تتجه بالسيارة بعيدا نحو شارع الضاحية المحاط بشجر النخيل.
53- منزل السيدة لاتش نهار / خارجي
منزل لطيف في الضواحي مزي ن بسناجيب من الجص منصوبة على الجملون الذي يعلو المرآب. مسز لاتش, سيدة محبة للتزين, ترتدي سروال برمودا قصيرا , جاءت لتفتح الباب.. يمسك ريتشي بيد لورا, وتبدو على وجهه إمارات رفض دخول المنزل.
السيدة لاتش: مرحبا .
لورا: مرحبا , سيدة لاتش. إن ابني لا يبدو سعيدا .
ريتشي: أماه, لا أريد أن أفعل هذا.
لورا: أنا مضطرة للذهاب, يا عزيزي.
تنحني لورا حتى تصل إلى مستواه وتقبله.
السيدة لاتش: على والدتك أن تقوم ببعض الأمور. إذا ما دخلت, فلدي كعك لك.
تأخذه لورا بحيث تستطيع النظر مباشرة إلى عينيه.
لورا: يا طفلي. يا طفلي الحبيب, عليك أن تكون شجاعا الآن.
السيدة لاتش: لا تقلقي, فسيكون في أحسن حال.
تمد السيدة لاتش يدها وتمسك بيد ريتشي. بعد أن تستدير لورا مبتعدة عن ابنها, تسير عبر المرج نحو السيارة.
فجأة يبتل وجهها بالدموع, ولكنها ما إن تصل إلى السيارة حتى تمسح عينيها بيدها لتخفي كآبتها. ثم تعود فتستدير لتلوح بيدها.
لورا: عزيزي !
يلوح ريتشي لها مجيبا من على السلم. تدخل لورا بسرعة السيارة, وهي تفتح فمها بابتسامة مصطنعة, إنها بالكاد تستطيع وضع المفتاح لتدير السيارة, ولكنها عندما تفعل تستدير وتنطلق بعيدا .
54- سيارة لورا. لوس أنجلوس نهار / داخلي / خارجي
تبدأ لورا بالانطلاق بعيدا في الطريق تبدو عليها في المرآة الخلفية سيماء الاضطراب. ترى ريتشي يركض منفلتا من ذراعي السيدة لاتش ومندفعا نحو الطريق وهو يصرخ يائسا .
ريتشي: أماه ! أماه ! كلا !
تدير لورا المقود بتصميم واضح نحو اليسار, ومع زعيق إطارات السيارة تزيد من سرعتها مبتعدة. يقف ريتشي وحيدا في منتصف الشارع.
55- سيارة لورا نهار / داخلي / خارجي
تنطلق لورا الآن على أحد طرقات لوس أنجلوس السريعة. تحس لبرهة من الزمن أن سرعتها العالية وحرية الحركة في ذلك الطريق تعطيان الإحساس بأنها نجحت في الهروب.
56- منزل السيدة لاتش نهار / داخلي
في غرفة الجلوس خلف منزل السيدة لاتش, يخرج ريتشي سيئ المزاج مجموعة بناء, ويبدأ في بناء منزل صغير. السيدة لاتش تراقبه من الممر.
57- سيارة لورا نهار / داخلي
تقود لورا السيارة بلا هدف. إنها ضائعة كئيبة. ولكنها تنظر فجأة إلى جانب الطريق حيث تجد إشارة إلى فندق نورماندي.
دون أن تدري, وبدون تخطيط مسبق, تدير لورا السيارة بشكل خطر عبر الممرات, وتخرج من أحد المخارج نحو الفندق.
58- منزل السيدة لاتش نهار / داخلى
انتهى ريتشي من بناء المنزل الصغير. الآن. يلتقط البناء بالكامل يهدمه بغضب ويعيده إلى العلبة.
59- فندق نورماندي. لوس أنجلوس نهار / خارجي
تسير لورا نحو فندق كبير ككعكة العرس. قصر إسباني يفتقد الأصالة من الخمسينيات. لا تحمل أية أمتعة سوى حقيبتها القماشية.
60- فندق نورماندي. غرفة نهار / داخلي
تدخل لورا وتسجل اسمها في الفندق. تقف الآن في الغرفة التي حجزتها. إنها بلا ملامح, مجهولة الهوية - أغطية خضراء وورق حائط بلون قطع السكاكر. تضع لورا خمسين سنتا في يد أحد موظفي الفندق الممدودة.
الموظف: يقد م الإفطار بين السابعة والحادية عشرة في القاعة الملوكية. هنالك حمام سباحة في الخلف, والفندق يفتح أربعا وعشرين ساعة.
يضع بقشيشه في جيبه.
الموظف: شكرا يا سيدتي. هل هنالك شيء آخر تحتاجين إليه?
تتردد لورا قليلا .
لورا: نعم. كلا. ألا يزعجني أحد.
يخرج ويترك لورا لوحدها. تنظر حول الغرفة. تمر دقيقة من الصمت, من الراحة. تتطلع لورا حولها لا تعرف بالضبط ما الذي ستقوم به بعد ذلك.
تجلس لورا على حافة السرير وتفتح حقيبتها. تتناول كيس أدوات الزينة ذات اللون الأخضر الشاحب وتفتحه.
تخرج المجموعة الصغيرة من زجاجات حبوب الدواء وتضعها أمامها على غطاء السرير. وفيما هي تفعل ذلك ترى نسختها من كتاب << السيدة دالاوي>> في أسفل الحقيبة القماشية.
61- فندق نورماندي نهار / داخلي
بعد بضع دقائق. لورا الآن ممددة على السرير. تضع وسادة خلف ظهرها وتقرأ في كتابها. وفيما هي تقرأ ي سمع النص بصوت فيرجينيا.
فيرجينيا (صوت خارجي): هل كان الأمر يعني شيئا , عندئذ, ساءلت نفسها وهي تسير باتجاه شارع بوند. هل كان يعني شيئا أن يتوجب عليها التوقف كل يا .
تخرج لورا قميصها من تنورتها لترتاح قليلا , وتضع يدها على بطنها الحامل.
فيرجينيا (صوت خارجي) كل هذا يجب أن يستمر بدونها, سواء رفضته, أو سواء لم يعد معزيا للنفس الاعتقاد بأن الموت يضع حدا لكل شيء.
تمس دلورا بطنها العاري قليلا , فتشعر بوجود الطفل في أحشائها.
فيرجينيا ( صوت خارجي ) من الممكن أن نموت.
فجأة تفيض مياه الرأس من الأسفل, فتغسل جوانب السرير.
تغوص لورا في خيالها تحت الماء الملىء بالأعشاب, ومن ثم تغرق.
62- منزل هوجارث. غرفة الاستقبال نهار / داخلي
1923. تجلس فيرجينيا مع فانيسا تتناولان الشاي. جوليان وكوينتين في الجانب الآخر من الغرفة. فيرجينيا تائهة في أفكارها كليا .
فيرجينيا ( صوت خارجي ) : من الممكن أن نموت.
تدير فيرجينيا رأسها فتدرك أن فانيسا كانت تتكلم.
تسمع فقط ما كان يبدو نهاية محادثة طويلة.
فانيسا:... هنالك معطف جميل لأنجيليكا عند هارودز, ولم أجد شيئا للأولاد. وبدا لي هذا يفتقر العدل. لماذا نميز أنجيليكا?
فيرجينيا لا تجيب.
فانيسا : فيرجينيا? فيرجينيا? بماذا تفكرين?
مازالت فيرجينيا توجه إليها نظرات خاوية إلى حد ما. جوليان وكوينتين يلكزان بعضهما البعض, يضحكان لغرابة أطوار فيرجينيا. تركض أنجيليكا نحو فيرجينيا, التي ترفعها وتضعها على ركبتها.
فانيسا : خالتك إنسانة محظوظة يا أنجيليكا لأن لها حياتين . معظمنا يعيش حياة واحدة. ولكنها تملك حياتها من جهة والكتاب الذي تكتبه من جهة أخرى. وهذا يجعلها محظوظة جدا بلا شك.
تبتسم فيرجينيا لأنجيليكا الجالسة على ركبتها.
أنجيليكا : بماذا كنت تفكرين?
فيرجينيا : آه. كنت أنوي أن أقتل بطلة روايتي ولكنني عدلت عن ذلك.
63- فندق نورماندي. غرفة نهار / داخلي
1951. في الخلف وفي غرفة النوم (الجافة), تستلقي لورا على السرير, الحبوب مازالت ترى على الطاولة إلى جانبها. مازال الكتاب أمامها ولكنها لا تقرأ فيه. تضعه جانبا ثم تمد بطنها العاري مجددا وعيناها مغرورقتان بالدموع.
لورا : لا أستطيع ! لا أستطيع !
64- منزل هوجارث. غرفة الاستقبال نهار / داخلي
1923. فيرجينيا على حالها.
فيرجينيا : أخاف أن اضطر لقتل شخص آخر بدلا عنها.
65- منزل هوجارث. القاعة نهار / داخلي
الجميع يجتمعون الآن في القاعة, يودعون بعضهم البعض. هنالك سيارة تنتظر في الخارج يتم تحميلها. كوينتين, جوليان وأنجيليكا جميعهم في المقدمة, بينما تأخذ فانيسا وفيرجينيا طريقهما إلى الباب.
فانيسا : لقد كانت زيارة ساحرة. وقد استمتعنا بها كثيرا .
فيرجينيا : هل أنت مضطرة للمغادرة الآن? أتمنى لو أنك لا تفعلين.
فانيسا : في الحقيقة يا فيرجينيا أن ضوضاءنا هي آخر ما تحتاجين إليه.
لا أمل يرتجى من أولادي الذين تعوزهم اللباقة.
تبتسم فانيسا للأولاد.
فانيسا : قولو وداعا , يا أولاد.
فيرجينيا : وداعا , يا أولاد.
يقول الأولاد << وداعا >>. << وداعا, يا خالة>> ويهزون يد فيرجينيا. يخرجون من الباب الأمامي نحو سيارة الأجرة التي تنتظرهم. تستدير فيرجينيا نحو شقيقتها.
فيرجينيا : وإلام سوف تعودين أنت? لحفلات الموسيقى, للحفلات الاجتماعية.
فانيسا : الليلة? عشاء لا يطاق. حتى أنت لن تحسدينى عليه.
فيرجينيا : ولكنني أفعل.
فجأة تحدق النظر في فانيسا.
فيرجينيا : قبلينى.
تبدأ القبلة كقبلة وداع عادية, ولكن فيرجينيا, وبصورة مفاجئة تدعو للذهول, تطبق شفتيها على شفتي فانيسا, وتبقي فمها على فمها لبرهة من الزمن. عندما تفترقان, ترتبك فانيسا وتتورد وجنتاها بسبب الجوع العاطفي القوي لفيرجينيا.
فيرجينيا : هل تعتقدين أنني أحسن من ذي قبل? قولي شيئا , يانيسا. ألا تعتقدين أنني أبدو أفضل?
فانيسا : نعم يا فيرجينيا. أنت تبدين أفضل من ذي قبل.
تواصل فيرجينيا نظراتها المتوسلة نحو شقيقتها.
فيرجينيا : هل تعتقدين.. هلى تعتقدين أنني سأنجو يوما ما?
فترة سكون, المرأتان مازالتا تنظران عينا بعين.
فانيسا : يوما ما. يوما .
فيرجينيا : نيسا...
لحظة سكون قصيرة يقطعها بوق سيارة في الخارج.
فانيسا : تعالي يا أنجيليكا. علينا أن نذهب.
فانيسا وأنجيليكا تخرجان من الباب. تستدير أنجيليكا وتلوّح بيدها.
أنجيليكا : وداعا .
فيرجينيا : وداعا , أيتها الفتاة الصغيرة.
تعود نيللي من الخارج, تغلق الباب وتوجه نظرة نحو فيرجينيا فيما هي تعود إلى المطبخ. تقف فيرجينيا لوحدها في القاعة.
يقف ليونارد في نهاية الممر, يراقب.
66- منزل هوجارث. نهار / خارجي
دخل الصبيان سيارة الأجرة. يبدو الاضطراب واضحا على محيا فانيسا.
تشير إلى أنجيليكا لتدخل السيارة دون أن تنطق بكلمة. ثم تدخل هي بدورها وتقر ب أنجيليكا منها.
فانيسا : هنا على ركبتي. ابق قريبة.
تعطي فانيسا الإشارة للسائق.
فانيسا : أيها السائق.
67- شقة كلاريسا نهار / خارجي
2001. يدع لويس باب شقة كلاريسا الخارجي ينغلق وراءه. يقف لحظة في أول السلم. تتملكه الراحة لمغادرته المكان. ثم يسير في طريقه باسترخاء.
68- شقة كلاريسا نهار / داخلي
تغلق كلاريسا باب الشقة وتعود إلى غرفة جلوسها وقد قررت أن تواصل تحضيراتها للحفلة. ولكن بدلا عن ذلك تقف في وسط الغرفة وقد شعرت الآن بالحرمان. لا تتحرك من مكانها.
69- منزل هوجارث. نهار / داخلي
1923. تصعد فيرجينيا السلالم وحدها. في منتصف الطريق هنالك شباك كبير. تتوقف فيرجينيا. في الخارج, تستطيع أن ترى العائلة السعيدة وهي تغادر المكان- الأولاد الثلاثة يتحدثون بحماس مع فانيسا. تختفي سيارتهم. فرجينيا تراقبهم.
70- الشارع العاشر نهار / خارجي
2001. فتاة وسيمة في التاسعة عشرة من العمر, موفورة الصحة والقوة, ترتدي سروال مصارعة وكنزة صوفية سميكة, تأتي إلى الشارع العاشر. تتدفق صحة مثل فلاحات أيرلندا. تقفز سلم شقة كلاريسا, وتدخل من الباب بمفتاحها الخاص.
71- شقة كلاريسا نهار / داخلي
الفتاة هي ابنة كلاريسا التي تدعى جوليا, والآن تدخل الشقة دون سابق إنذار.
جوليا : أنا آسفة, أعرف, كان علي أن أحضر باكرا . حاولت.
حسنا? لا تبدئي. أعرف. الموضوع مهم جدا بشكل لا يصدق. لأن هذه حفلتك.
تستدير كلاريسا من حيث تقف.
كلاريسا : جوليا. كيف كانت تسير الأمور معك?
جوليا : أنا, جيدة.
تخطو كلاريسا نحوها لتعانقها.
كلاريسا : تعالي إلى هنا. ماذا كنت تفعلين.
جوليا : حسنا, أدرس يا أماه.
تخلص جوليا نفسها بحيوية شديدة من عناق والدتها الملهوفة لتضع جانبا حقيبة ظهرها.
جوليا : ماذا علي أن أفعل? المقاعد?
كلاريسا : آه. هل تستطيعين ترتيب مكتبي?
مكتب كلاريسا مغطى بالكتب التي تحاول جوليا الآن حملها إلى غرفة النوم. وبينما هي تفعل تنادي والدتها.
جوليا : اصطدمت بلويس واترز.
كلاريسا : هل فعلت. أين?
جوليا : في الشارع. جميعهم هنا أليس كذلك? الأشباح.
الأشباح مجتمعون من أجل الحفلة. إنه غريب الأطوار.
بينما تدخل جوليا ترى وجه أمها.
جوليا : هل تعنين أنك لا تستطيعين رؤية ذلك?
ألا تستطيعين أن تري أن لويس واترز غريب الأطوار?
كلاريسا : أستطيع أن أرى أنه حزين.
جوليا: إن كل أصدقائك حزانى.
تتوقع جوليا من كلاريسا أن تضحك, ولكنها تتوقف والكتب في يديها وقد أدركت مدى انشغال والدتها.
جوليا : كنت تبكين? ما الذي يجري?
كلاريسا : كل ما في الأمر: نظرت في أرجاء هذه الغرفة. فكرت, أنني أقيم حفلة. كل ما أريد أن أفعله هو أن أقيم حفلة.
جوليا : و?
تهز كلاريسا رأسها, غاضبة من نفسها.
كلاريسا : أعرف لماذا يفعل هذا. إنه يفعل هذا متعمدا .
جوليا : من? ريتشارد?
كلاريسا : طبعا !
تبتسم جوليا لنفسها وكأنها اعتادت ذلك.
كلاريسا : ينظر إلي . فعل ذلك صباح هذا اليوم. نظر إلى تلك النظرة.
جوليا : أية نظرة.
كلاريسا : آه, ليقول لي << أنت تافهة, حياتك تافهة جدا . أمور يومية, برامج, حفلات اجتماعية. تفاصيل>>.
تستدير كلاريسا فجأة محتجة.
كلاريسا : هذا ما يعني بذلك. هذا ما يقوله !
جوليا : يا أماه, الموضوع يصبح مهما إذا ما اعتقدت أنت أنه حقيقى.
تنظر كلاريسا إليها وقد أخذتها المفاجأة لما قالت, تصمت الاثنتان الآن.
جوليا : حسنا? هل تعتقدين ذلك? أخبريني.
يسود سكون.
كلاريسا : عندما أكون معه, عندئذ , نعم, أكون حي ة. هذا ما أشعر به. وعندما لا أكون, نعم, فالأشياء تبدو سخيفة نوعا ما.
تتجه جوليا نحو غرفة النوم, وقد فوجئت بقلة لياقة والدتها.
كلاريسا : لا أعني معك أنت. لا يمكن ذلك معك أنت أبدا, ولكن مع الآخرين.
جوليا : سالي?
كلاريسا : والآخرون.
لحقت كلاريسا بجوليا إلى غرفة النوم وتستلقيان الآن جنبا إلى جنب, على السرير.
كلاريسا : لو قلت لي : متى كنت في أسعد حال?
جوليا : أماه...
كلاريسا : أخبرينى عن اللحظة التي كنت فيها أكثر سعادة..
جوليا : أعرف. كانت منذ سنوات.
كلاريسا : نعم.
جوليا : كل ما تقولينه هو, كنت مرة شابة.
تبتسم كلاريسا لملاحظة جوليا. ولكن جوليا تعرف أن الأمر لم ي حل بعد.
كلاريسا : أذكر ذات صباح. استيقظنا في الفجر. كان هنالك إحساس بإمكانية حدوث شيء. كن ا سنفعل كل شيء. هل تعرفين مثل هذا الإحساس?
تومئ جوليا برأسها موافقة أخيرا على ما تقوله والدتها.
كلاريسا : أذكر أننى كنت أفكر : << هذه بداية السعادة >>. هذا ما ظننته. << إذن هذا هو الإحساس, وهذه نقطة البداية فيه. وطبعا لسوف يكون هنالك دوما المزيد>> لم يخطر في بالي أبدا : لم تكن هذه هي البداية. كانت هذه هي السعادة. كانت هذه هي اللحظة بذاتها آنذاك.
يسود سكون. تنظر جوليا إلى والدتها مفك رة. ثم ي سمع صوت جرس الباب. تذهب كلاريسا نحو الهاتف الداخلي وي سمع عبره صوت يقول <<متعهد تقديم الطعام>>.
71- منزل هوجارث. المطبخ مساء / داخلي
يوضع لحم العجل في المقلاة المليئة بالبصل وي حرك بسرعة, بجوارها مقلاة أخرى تحتوي على عظام العجل وهي تغلي. نيللي ولوتي تعملان معا في المطبخ المضاء جيدا , أنواع متعددة من الخضروات موضوعة على ألواح التقطيع جاهزة للعشاء.
نيللى, التي لا يفوتها شيء, تنظر إلى أعلى رغم انهماكها في الطهي, وقد استدعى سمعها صوت قدوم أحدهم على السلالم. باب المطبخ مفتوح ويطل على السلم. يمر شخص ما بسرعة ولكن نيللي مع ذلك تراه. تتجه فيرجينيا إلى الخارج وهي ترتدي معطفا طويلا .
لوتي تتطلع بدورها إلى أعلى, وتلاحظ كلتاهما مغادرة فيرجينيا.
72- منزل هوجارث. مساء / خارجي
تسرع فيرجينيا إلى الخارج مرتدية معطفها, محاولة التحقق من أن أحدا لم يلحظها. تتحرك بسرعة عبر الحديقة. عن بعد, يحضر ليونارد من الجانب الآخر من الحديقة. ولكن ظهره إلى الخلف, ولا يلاحظ مرورها. تسرع باتجاه البوابة, وتخرج إلى الطريق.
73- محطة ريتشموند مساء / خارجي
إنه مساء صيفي, يحل الظلام بينما تصل فيرجينيا إلى الرواق الفيكتوري لمحطة ريتشموند. يمر رجلان عائدان من لندن فتلتقط بعضا من محادثتهما : << قلت له هذا ما يتوجب عليه عمله, وإذا كان لم يعجبه ذلك فهذا شأنه>>. تتجاوزهما فيرجينيا محاولة ألا يلاحظ أحد وجودها فيما هي تدخل القاعة. فضاء زجاجي فاخر وأقواس حديدية مشغولة. تت جه إلى نافذة قطع التذاكر.
فيرجينيا : أريد تذكرة إلى لندن, من فضلك.
الموظف : نعم, سيدتى. ذهاب أم ذهاب وإياب?
74- منزل هوجارث. مساء / داخلي
في محاولة لتشخيص ما سيحدث مرة ثانية خلال 81 عاما من الزمن, يدخل ليونارد وولف من الحديقة. إنه من منزل مختلف وقاعة مختلفة, ولكن الحركة واحدة. يجلس ليونارد ليضع خفيه, فيما يسمع أصوات المنزل, ثم, وكأنما لاحظ شيئا , يعبس.
75- منزل هوجارث. المطبخ مساء / داخلي
يظهر ليونارد عند باب المطبخ. تقف نيللي خلف يخنتها.
ليونارد : آه, نيللي, مساء الخير. كنت أتساءل إذا ما شاهدت السيدة وولف.
نيللي : ظننت أنك تعرف يا سيدي. أن السيدة وولف قد خرجت.
76- منزل هوجارث. الحديقة مساء / خارجي
ليونارد وولف في حالة من الاضطراب الأعمى يطير خارج المنزل, دون أن يرتدي معطفه, مهرولا نحو الحديقة ثم بعيدا نحو الطريق العام.
77- طريق البارادايز مساء / داخلي
ليونارد وولف, رجل في منتصف العمر, يجري وقد وضع خفيه, وتدث ر بصديري وسترة من القطيفة القطنية المضلعة, مندفعا إلى أسفل التل باتجاه المدينة.
78- محطة ريتشموند. الرصيف مساء / خارجي
يهبط ليونارد إلى أسفل الدرج متجها نحو رصيف المحطة. يرى فيرجينيا تجلس بشكل مريب لوحدها على مقعد عند نهاية الرصيف. قطار غادر لتوه, وبالتالي فلا يري أي راكب آخر عداها. خط السكة الحديد يمتد نحو لندن خاليا وهادئا . تحاول فيرجينيا ألا تكون مفرطة في وعيها لذاتها ولكنها متوترة. تستدير إلي الخلف.
فيرجينيا : آه يا سيد وولف, يا للسعادة غير المتوقعة.
ليونارد : ولربما تستطيعين أن تقولي لي ماذا تظنين أنك فاعلة.
فيرجينيا : ما الذي كنت أفعله. لماذا?
ليونارد : ذهبت أبحث عنك ولكنك لم تكوني هناك.
يتحرك ليونارد في اتجاهها. تبقى فيرجينيا هادئة, تقاوم اضطرابه.
فيرجينيا : كنت تعمل في الحديقة. لم أرغب في إزعاجك.
ليونارد : تزعجينني عندما تختفين.
فيرجينيا : أنا لم أختف . ذهبت في نزهة.
ليونارد : هل هذا كل شيء.
فيرجينيا لا تجيب.
ليونارد : هل هذا كل شيء? مجرد نزهة?
لم يتحرك أي منهما. يصبح ليونارد شديدا الآن.
ليونارد : فيرجينيا, إن نيللي تطبخ العشاء. لقد مرّت بيوم صعب. يجب أن نذهب إلى المنزل. يجب أن نأكل العشاء الذي هيأته نيللي. من واجبنا أن نتناول عشاء نيللي.
فيرجينيا : ليس هنالك مثل هذا الالتزام ! لا يوجد مثل هذا الالتزام.
ليونارد : فيرجينيا, عليك التزامات تجاه صحتك العقلية.
فيرجينيا : وما هو دورك يا ليونارد? يا زوجي? أو يا سجّاني?
ي ص دم ليونارد من شدة عنفها. يحاول أن يخفف من لهجته, ولكن فيرجينيا تنفجر غضبا . بمجرد أن يبدأ بالكلام.
ليونارد : فيرجينيا..
فيرجينيا : لقد تحملت هذه الوصاية. لقد تحملت هذا السجن. أنا مراقبة من قبل أطباء. في كل مكان, أنا محاطة بأطباء يرشدونني إلى ما فيه مصلحتي.
ليونارد : يعرفون مصلحتك.
فيرجينيا : هم لا يعرفون. أنهم لا يتكلمون بما فيه مصلحتي! كيف يتجرأون ويد عون ذلك? دعنا نتخيل حياة تكون فيها النساء هن الأطباء, فيما يجلس الرجال لوحدهم كل اليوم في غرف مغلقة في الضواحي.
دعنا نتخيل ذلك !
يبدل ليونارد موقعه, ولكنه ما يزال مصم ما على ألا يتراجع. خلفه يبدأ الراكب الوحيد بالاقتراب لينتظر قطار لندن.
ليونارد : فيرجينيا, من الصعب.. أنا أدرك أنه لابد أن يكون صعبا على امرأة.. على امرأة لها ما......
فيرجينيا : لها ماذا? امرأة لها ماذا بالضبط?
ليونارد : امرأة لها مالك من مواهب..
فيرجينيا : آه فهمت..
ليونارد : ما لديك.. ما لك من موهبة.. أن تقبل أنها ليست دائما أفضل من يحكم على حالتها.
فيرجينيا : كلا? من, الذي إذن يحكم بشكل أفضل? احضر لي هذا القاضى إلى المنصة رقم واحد. دعني ألتقي به.
تنظر فيرجينيا إليه نظرة تحد .
ليونارد : لديك تاريخ..
فيرجينيا : آه نعم..
ليونارد : لقد جئت إلى ريتشموند تحملين تاريخا من العزلة والنوبات وفقدان الوعي. الحالات المزاجية. سماع الأصوات. جئنا بك إلى هنا لنحميك من الضرر الشديد الذي كنت ستوقعينه بنفسك. لقد حاولت مرتين الانتحار بيدك.
تراقبه فيرجينيا عن قرب الآن, مصغية لكل كلمة, ولكنها لا تستسلم.
ليونارد : أعيش يوميا مع هذا الخطر.
تنظر فيرجينيا إليه رافضة الإجابة.
ليونارد : لقد أقمت المطبعة, أقمنا نحن الاثنين المطبعة..
فيرجينيا : نعم..
ليونارد : ليس كمشروع لذاته. ليس لمجرد أهميتها في حد ذاتها.
ولكن كي تجدي شيئا جاهزا تشغلين به وقتك, مصدرا جاهزا يستوعبك ويشفيك.
فيرجينيا : مثل شغل الإبرة.
تصرخ فيرجينيا فجأة. يفقد ليونارد أعصابه للحظة.
ليونارد : لقد فعلنا هذا من أجلك ! قمنا به لمساعدتك على التحسن ! كان فعل حب.
لو لم أكن على معرفة وثيقة بك لقلت إنه نكران للجميل.
فيرجينيا : أنا ناكرة للجميل? أنت تدعوني ناكرة للجميل?
تنظر فيرجينيا إليه متهمة ومرتجفة.
فيرجينيا : لقد سرقت حياتي منى. أنا أسكن في بلدة لا أرغب في سكناها أنا أعيش حياة لا أرغب في عيشها. وأنا أسأل كيف حصل هذا.
تومئ فيرجينيا برأسها. واثقة من وجهة نظرها. يوجد الآن عدد كبير من المسافرين على رصيف لندن الطويل, ولكن فيرجينيا وليونارد يتجاهلان وجودهم تماما .
فيرجينيا : لقد آن الأوان لعودتنا إلى لندن. أنا مشتاقة إلى لندن.
أنا مشتاقة للحياة في لندن.
ليونارد: لست أنت التى تتكلمين يا فيرجينيا. هذا مظهر من مظاهر مرضك.
فيرجينيا : هذه أنا. وهذا صوتى. أنه لي ولي وحدي.
ليونارد : إنه ليس صوتك. إنه مجرد صوت تسمعينه.
فرجينيا : إنه ليس كذلك ! إنه صوتي ! سوف أموت في هذه المدينة !.
فيرجينيا تشتعل, تجيش بالعاطفة, تكاد تقارب الجنون. ينظر ليونارد إليها, محاولا الحفاظ على هدوئه.
ليونارد : لو كنت صافية الذهن.. لو كنت تفكرين بصفاء, لتذكرت : أن لندن هي التي دمرتك.
فيرجينيا : إذا كنت أفكر بصفاء?
ليونارد : جئنا بك إلى ريتشموند لنمنحك السلام.
تأخذ فيرجينيا برهة من الزمن لتستجمع صفاء ذهنها.
فيرجينيا : إذا كنت أفكر بصفاء? إذا كنت أفكر بصفاء يا ليونارد لقلت لك إنني أصارع وحدي في الظلام, في الظلام العميق, وأنني أنا وحدي الذي أستطيع أن أعرف, وحدي الذي أستطيع أن أفهم حالتي. تعيش تحت وطأة التهديد كما تقول لي. تعيش تحت وطأة التهديد بانطفائي.
يسود الصمت. ترجف وقد شحب وجهها.
فيرجينيا : ليونارد, أنا أعيش مع هذا الهاجس.
لا يستطيع ليونارد الآن الإجابة.
فيرجينيا : هذا حقي. هذا حق كل إنسان. إني لا أختار مخدر الضواحي الخ انق, بل الصدمة العنيفة للعاصمة. ها هو خياري.
أن أحقر مريضة, نعم حتى أقلهن شأنا يسمح لهن بإبداء الرأي حول ما وصف لهن من دواء. وبهذا تعبّر عن إنسانيتها.
تهدأ فيرجينيا الآن واثقة من نفسها.
فيرجينيا : أتمنى, من أجلك يا ليونارد, أن أكون سعيدة في هذا الهدوء. ولكن إذا كان الخيار بين ريتشموند والموت فأنا أختار الموت.
تدمع عينا ليونارد.
ليونارد : حسنا . لندن, إذن. سوف نعود إلى لندن?
يحني ليونارد رأسه وقد طغى عليه الشعور بفشل خطته.
يسود صمت. تراقبه فيرجينيا مشبعة بعاطفة جياشة تجاهه. ثم وعلى الرصيف المقابل يصل قطار لندن. ومن أبوابه تخرج كتيبة من المستبدلين يرتدون المعاطف الغامقة والقبعات, ويهبطون نحو الرصيف ثم يتوجهون نحو المخرج. ينظر ليونارد إلى أعلى ويمسح دموعه.
ليونارد : لابد أنك جائعة. أنا جائع قليلا .
تبتسم فيرجينيا. ينظران إلى بعضهما البعض وقد حلت المسألة بينهما أخيرا .
فيرجينيا : تعال.
ينهض ليونارد وفيرجينيا ويسيران معا على الرصيف المهجور وقد هزتهما المواجهة. بعد قليل تمسك فيرجينيا بذراعه. يسيران قليلا وذراعاهما متشابكان, ويدخلان بين جموع المستبدلين.
ثم تتكلم فيرجينيا وكأنها تردد ما كانت تفكر به.
فيرجينيا : لن تجد السلام عن طريق تحاشى الحياة يا ليونارد.
79- منزل السيدة لاتش. لوس أنجلوس مساء / خارجي
1951. تقترب سيارة لورا خارج منزل السيدة لاتش.
من الواضح أن ريتشي قد سمع صوت اقترابها, لأنها عندما تنظر إلى الشباك, فإن ريتشي هناك يضرب بيده على الزجاج ويصرخ <<ماما ! ماما !>> تنظر لورا, خائفة. ثم تخرج من السيارة, وتسير في شارع الضاحية النظيف. تتلاعب مرش ات المياه عبر مساكب الزرع ملتقطة نور المساء وكأنها ينابيع. يأتي ريتشي راكضا من المنزل نحو والدته وهو يصرخ منتصرا , إنها والدتي. تتبعه السيدة لاتش.
السيدة لاتش : مرحبا يا لورا.
لورا : أنا آسفة يا سيدة لاتش لتأخري.
تلتقط لورا ريتشي فيدفن وجهه في كتفها.
لورا : آه ما بالك الآن أيها الخنفس. ماذا جرى? ماذا جرى?.
تبتسم السيدة لاتش مطمئنة إياه.
السيدة لاتش : لا بأس به. لقد كان على ما يرام. إنه سعيد بقدومك فقط.
لورا : تعالي, لم يكن الأمر بهذا السوء. لم يكن بهذا السوء أليس كذلك?
دفن ريتشي نفسه في جسد والدته. هز ت السيدة لاتش رأسها متطلعة إلى شعر لورا.
السيدة لاتش : هل قصصته إذن?
لورا : آه نعم, نعم. ليس هنالك أية مشكلة.
السيدة لاتش : يبدو رائعا .
لورا : شكرا . لم يكن عليهم أن يفعلوا الشيء الكثير.
تبتسم لورا وقد أحرجتها الكذبة.
السيدة لاتش : قضينا وقتا لطيفا معا .
لورا : شكرا جزيلا لك.
80- سيارة مساء / خارجي / داخلي
يستقل الاثنان السيارة جنبا إلى جنب. تركز لورا نظرها على الطريق.
ريتشي يحد ق إلى الأمام غير ناظر إليها. السيارة تسير بلا صوت على شوارع الضاحية. يسود صمت طويل. يبدوان كشابين أكثر منهما أما وابنها.
لورا : إذن لم يكن الأمر بهذا السوء? أنا لم أتغيب طويلا.
ريتشي : كلا, أنت لم تتأخري.
لورا : هذا صحيح. لبرهة من الزمن.. لست أدري.. كانت هنالك لحظة ظننت أنني سأغيب فيها لمدة أطول. ولكني غيرت رأيي. لا يتفوه ريتشي بكلمة.
لورا : ريتشي,ماذا هنالك?
ريتشي : ماما, أنا أحبك.
دقيقة صمت وتوقف.
لورا : أنا أحبك أيضا يا طفلي الحبيب.
تظهر على وجه ريتشي نظرة متأملة.
لورا : ما المشكلة?
ينظر ريتشي إلى لورا وكأنه يعرف أين كانت.
لورا : ماذا?
ولكن ريتشي لا يزال لا يتفوه بكلمة, بل يتابع النظر فقط.
لورا : لا تقلق يا حبيبي. كل شيء جيّد. سوف نقيم حفلة رائعة, وقد صنعنا لوالدك كعكة لطيفة.
مازال ريتشي ينظر إليها مدققا ..
لورا : أنا أحبك يا حبيب القلب.. أنت رجلي.
نطالع ريتشي من وجهة نظر لورا. يشرق وجهه بالسعادة لفترة من الزمن. يتلاشى الصوت تدريجيا , كما يتلاشى المشهد تدريجيا كذلك.
81- شقة ريتشارد مساء / داخلي
2001. نري وجه ريتشارد من نفس وجهة النظر. الطفل أصبح الرجل. يجلس ريتشارد في الظلام القريب, وميض من النور يلتقط العرق من على جبينه. لم يتحرك من على مقعده, دون أن يرتدي ثيابه. يجلس مفكرا ويعود إلى مشهد السيارة في الماضي., يسمع ريتشارد صوت لورا في رأسه.
لورا ( صوت خارجي )
أحبك يا حبيب القلب. أنت رجلي.
82- البناية المثلثة مساء / خارجي / داخلي
تخرج كلاريسا من سيارة أجرة في ضوء بعد الظهر, وتتجه إلى مدخل البناية المثلثة. تدخل بسرعة إلى المصعد. يرتفع المصعد.
83- شقة ريتشارد مساء / داخلي
بالقرب من ريتشارد هنالك صورة لوالدته, لورا يوم زفافها وعيناها تتطلعان إلى أسفل.ينظر ريتشارد إليها وعرق المرض الكثيف ينساب من على وجهه.
84- شقة ريتشارد مساء / داخلي
كلاريسا, مكررة ما تفعله كل صباح, تقف قرب باب شقة ريتشارد, وتقرع الجرس لتنذره بقدومها.
كلاريسا : ريتشارد, ريتشارد, هذا أنا. لقد أبكرت في القدوم. أعرف ذلك.
تضع مفتاحها في الباب وتفتحه, ولأول مرة ترى مصاريع النوافذ قد رفعت, والستائر قد انفرجت. تبدو الشقة في هذه الإضاءة التامة وكأنها شقة إنسان مجنون. أكداس من صناديق الكرتون - حوض الاستحمام القذر, كتب منثورة في كل مكان..تتقدم كلاريسا مذهولة.
كلاريسا : ريتشارد ! بحق جهنم ما الذي يدور هنا?
ريتشارد : ماذا تفعلين هنا? أنت مبكرة عن العادة.
يدفع ريتشارد المفروشات إلى جوانب الغرفة. شكله يشبه الفزاعة المرفوعة, وقد التصق شعره بجمجمته. يجلس عاليا كالحدأة وهو ما يزال في البيجاما وثوب الحمام. وراءه تماما , فتح الشباك على مصراعيه. تنظر كلاريسا برعب.
كلاريسا : ريتشارد, ماذا تفعل? ماذا يجري هنا?
ينظر ريتشارد إليها عبر الغرفة وعيناه تلمعان.
ريتشارد : كلاريسا. خ

يحيى
عضو متميز
عضو متميز

عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 01/09/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى